شارك آلاف المغاربة، الأحد، في مسيرة شعبية حاشدة بالعاصمة الرباط، تنديداً بما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، ومطالبةً بإنهاء الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية.
وانطلقت المسيرة من ساحة باب الحد التاريخية نحو مقر البرلمان، بدعوة من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، وسط مشاركة واسعة لمواطنين قدموا من مختلف جهات المملكة، متحدّين الظروف الجوية الماطرة.
ورفع المتظاهرون الأعلام المغربية والفلسطينية، وردّدوا شعارات من قبيل “بالروح بالدم نفدي فلسطين”، و”تحية مغربية لفلسطين الأبية”، و”المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين”.
كما حمّلوا لافتات تطالب بفتح الممرات الإنسانية، ووقف عمليات التهجير، وضمان وصول الإغاثة إلى المدنيين.
وشهدت التظاهرة مشاركة كثيفة لعائلات وأطفال جسّدوا معاناة الفلسطينيين في القطاع عبر خيام رمزية ترمز للنزوح، وملابس ملطخة بالدماء تحاكي استهداف الأطفال، في وقت تشير فيه الإحصائيات المحلية في غزة إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى منذ بداية الحرب.
ووثّق المشاركون مشاهد للدمار والنقص الحاد في الأغذية والمياه، من خلال مجسمات حملت دلالات رمزية لحجم الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع، وسط عجز المنظمات الإغاثية عن الوصول إلى المتضررين.
وتأتي هذه المسيرة في سياق دينامية شعبية مستمرة في المغرب منذ اندلاع التصعيد في غزة في أكتوبر 2023، وتعكس إجماعا وطنيا حول دعم القضية الفلسطينية، خارج الاصطفافات السياسية أو الإيديولوجية.
وعلى المستوى الرسمي، تؤكد المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تأكيدها على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة حماية المدنيين، واحترام الوضع القانوني للقدس، والدفع نحو حل سياسي دائم يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.