أزمة مقابر طنجة: غياب التخطيط يهدد حرمة الموتى

وطن 24
بواسطة وطن 24
مدة القراءة: 3 دقائق

في ظل غياب التخطيط والتدبير الفعال، تعكس حالة مقابر طنجة تحديات حقيقية تواجهها المدينة، حيث تُهمل حرمة الموتى ويتجاهل مصيرهم المحتوم. ورغم الإنفاق الضخم على تأهيل البنية التحتية في إطار مخطط تنمية طنجة الكبرى، بقيت مقابر المدينة دون تحسين أو تطوير يُذكر.

لعدة سنوات، لم تعد العديد من مقابر طنجة قادرة على استيعاب المزيد من الموتى. وقد أغلقت بعض المقابر مثل مقبرة مرشان، بينما لا تزال مقبرة سيدي عمار تستقبل الموتى بتوجيهات من السلطات. في المقابل، تواجه المقبرة الرئيسية، “المجاهدين”، ضغطًا كبيرًا على الرغم من توسيع مساحتها. ورغم هذه التوسعة، لم تُعتمد أي استراتيجية واضحة لإدارة هذا المرفق الحيوي، مما أدى إلى حالة من العشوائية في إجراءات الدفن وانتهاك حرمة المكان.

في السنوات الماضية، أعلن مجلس جماعة طنجة عن عدم قدرة مقبرة “المجاهدين” على استقبال المزيد من الموتى. ومع ذلك، استمرت عمليات الدفن بطرق غير منظمة، تُثير انتقادات واسعة لعدم احترام حرمة الموتى. وعلى الرغم من تخصيص مساحة أرضية جديدة بجوار المقبرة لتوسيعها وحل مشكلة الضغط مؤقتًا، إلا أن غياب التخطيط المنظم أدى إلى قرب انتهاء سعة الفضاء الجديد، ما ينذر بأزمة قريبة.

ويعتبر العديد من المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير شؤون المدينة أن نقص الأراضي المناسبة هو السبب الرئيسي وراء عدم إنشاء مقابر جديدة. فالمدينة تعاني من أزمة عقارية تجعل العثور على مساحات تابعة للملك العام أمرًا صعبًا، ويتطلب الاستحواذ على أراضي الخواص توفير ميزانيات كبيرة لنزع الملكية. ورغم هذه التحديات، يلقي سكان طنجة باللوم على السلطات لعدم توفير مقبرة تليق بحجم المدينة وتلبي احتياجات سكانها، حيث تركز الجهود على مشاريع البناء دون مراعاة احتياجات الأموات.

وفي نهاية عام 2008، أُعلن عن مشروع لإنشاء أربع مقابر جديدة موزعة على مقاطعات طنجة الأربعة: طنجة المدينة، السواني، مغوغة، وبني مكادة، بمساحة إجمالية تبلغ 200 هكتار. كما تم التخطيط لمقبرة جديدة بمساحة 20 هكتار في جماعة اكزناية. لكن هذه المشاريع لم تُنفذ بسبب نقص التمويل وتعثرت قبل أن ترى النور. كذلك، لم يتم تفعيل مشروع مقبرة نموذجية بمساحة 15 هكتار في منطقة الرهراه.

يواجه سكان طنجة اليوم واقعًا مُحزنًا، حيث تظل مقابر المدينة غير كافية وغير منظمة، ما يعكس إهمالًا واضحًا في التخطيط والتدبير الحضري وضرورة إعادة النظر في الأولويات لضمان حرمة الموتى ومستقبل المدينة.

شارك المقال
اترك تعليقاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *