على بُعد كيلومترين شمال جماعة أخفنير في إقليم طرفاية، يبرز “عَجب الله”، كهف طبيعي يحمل في طياته الكثير من الغموض والأساطير. هذا الموقع الفريد، المعروف بين السكان المحليين باسم “حفرة الشيطان”، بات يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث يتوافد عليه محبو الطبيعة والباحثون لاستكشاف ظواهره الجيولوجية والنظم البيئية التي نشأت فيه.
بحسب الخبير البيئي ورئيس الشبكة الجمعوية في المنطقة، السالك عويسة، فإن هذه الكهف تكون نتيجة لعوامل التعرية الطبيعية التي أدت إلى انهيار الطبقات السطحية من الصخور. الكهف، الذي يبلغ قطره حوالي 15 مترًا وعمقه 30 مترًا، يُعد نظامًا طبيعيًا نادرًا حيث يلتقي فيه الماء المالح القادم من المحيط الأطلسي مع مياه الأمطار المتسربة.
إلى جانب قيمته الجيولوجية، يُعد “عَجب الله” ملاذًا للعديد من الكائنات البرية، بما في ذلك طائر الرابور الذي اعتاد الصيد في هذه المنطقة. في الماضي، كان هذا الكهف أيضًا ملجأً لفقمة البحر المتوسط، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض. وعلى الرغم من تفسيرات العلم لهذه الظاهرة الطبيعية، لا تزال الأساطير المحلية تسرد حكايات عن أشياء غريبة تحدث بالقرب من الكهف، مثل اختفاء المواشي وانبعاث الدخان بشكل غير مبرر.
من جانب آخر، أصبح “عَجب الله” وجهة سياحية متزايدة، يجذب انتباه الزوار الذين يتوافدون عليه من داخل المغرب وخارجه. كما ساهمت جهود الشبكة الجمعوية في تعزيز السلامة العامة حول الموقع عبر بناء سياجات تضمن حماية الزوار من مخاطر الاقتراب الزائد من الحفرة.