يجد مئات المصطافين بشكل يومي، ملاذا ملائما لقضاء ساعات من الاستجمام ومزاولة هواية السياحة على شاطئ “أقواس برييش”، مع مقدم فصل الصيف.
بالفعل، فإن هذا الفضاء الشاطئي الذي استمد تسميته من اسم القرية الساحلية التي هي عبارة عن جماعة ترابية تتبع لنفوذ عمالة طنجة- أصيلة، يتمتع بجاذبية كبيرة وسحر خاص بفضل رماله الذهبية ومياهه الدافئة، يجعله يستقطب أعداد كبيرة من المصطافين سواء من داخل أرض الوطن أو خارجه.
ويبدي مرتادو هذا الفضاء هذا الشاطئ الممتد على مسافة 7 كيلومترات على الواجهة الأطلسية، إعجابا كبيرا بطبيعته الخلابة ومزاياه العديدة، فهو ” مكان رائع للاستجمام والاسترخاء في هذه الموجة الحارة”، بحسب “جمال”، المنحدر من مدينة فاس، والذي جاء لاستكشاف هذا الشاطئ في إطار عطلته مع عائلته.
وتبرز “خديجة” القادمة من مدينة أصيلة المجاورة، أنها تفضل القدوم إلى هذا الشاطئ رفقة عائلتها أو صديقاتها، بالنظر إلى قلة الازدحام فيه مقارنة مع الشواطئ الأخرى بفضل مساحته الشاسعة.
بالرغم من المميزات التي يتمتع بها هذا الشاطئ وجعلته مصنفا ضمن قائمة 23 فضاء شاطئيا صالحا للسباحة بتراب عمالة طنجة-أصيلة، إلا أنه يعاني من هشاشة كبيرة في البنية التحتية والتجهيزات اللازمة والمرافق الأساسية التي من شانها أن تشجع المزيد من السياح على ارتياد هذا الفضاء الشاطئي الساحر.
ويعبر فيصل عن خيبة أمله، من الإهمال الكبير الذي يعاني منه الشاطئ الذي يفتقد للتجهيزات والخدمات الضرورية، ويقول ” أتمنى من الجهات المسؤولة أن تقوم بتعزيز هذا الشاطئ الجميل بمرافق وتجهيزات أفضل حتى نستمتع بتجربة أفضل”
في نظر الفاعل الجمعوي، محمد استيتو، فإن شاطئ “أقواس برييش” في حاجة إلى التفافة كبيرة من طرف الجهات المسؤولة، من خلال تعزيزه ببنية تحتية تسهم في خلق فرص تنموية واقتصادية كبيرة على المنطقة برمتها.
ويشكل شاطئ “أقواس برييش”، أحد المؤهلات الطبيعية والسياحية والتراثية التي تزخر بها هذه الجماعة القروية البالغة مساحتها حوالي 59 كيلومترا مربعا من مصب نهر “تاهدارت” إلى شمال مدينة أصيلة، فهي تتميز بطبيعة تزخر بالجمال الأخاذ، وتتوفر فلاحية خصبة ومناطق رطبة يجعلان منها بيئة ملائمة للعديد من الأنشطة الزراعية والفلاحية.
وتعتبر الجماعة حلقة وصل حيوية بين مدينتي طنجة وأصيلة، إذ تخترقها عدة ممرات لوجستيكية، منها الخطوط السككية المختلفة والطريق السيار بالإضافة إلى الطريق الوطنية رقم 1.”هي مؤهلات واعدة تتطلب التفافة كبيرة من طرف الجهات المسؤولة”، كما يقول خالد جبور، رئيس المجلس الجماعي لأقواس برييش.
ويعود تاريخ هذه الجماعة القروية، إلى القرن السادس قبل الميلاد، حيث تشهد المآثر التاريخية الموجودة بالمنطقة، على ماض عريق، مثل الأقواس الأثرية التي اشتق منها الاسم الأول للجماعة، والتي كانت في عهد مضى مركزا لتصبير السمك وصناعة منتجات تقليدية.