تحصي مدينة سبتة المحتلة خسائرها الإقتصادية والاجتماعية الفادحة، بعد نجاح سياسة المغرب الذي قرر حصارها إقتصاديا، حتى ترجع لحجمها الطبيعي.
وذكرت صحيفة أخبار سبتة الصادرة في الثغر المحتل، أن أكثر من 200 شركة ومحل تجاري أغلق أبوابه خلال السنوات الثلاثة الماضية، بسبب الأزمة الرهيبة التي تضرب المدينة التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي.
صحفي الجريدة قام بجولة وسط المدينة حيث توجد منطقة الأعمال التجارية ليجد معظمها مغلق، وذكر أن من بقي منهم مفتوحا يحاول المكابرة، والخروج من أسوأ أزمة اقتصادية تضرب المدينة السليبة في الآونة الأخيرة.
وأشار صحفي الجريدة ، أن وضع التجارة المحلية يعانى، والإقتصاد تدهور بسبب الأزمتين اللتين شهدتهما المدينة المحتلة، وهي إغلاق الحدود ووباء كوفيد19، مؤكدا أن سبتة تعيش أسوأ عامين في تاريخها، وما زالت العواقب ملحوظة وواضحة للعيان.
صحيفة أخبار سبتة، أوضحت كذلك أن مجرد المشي في وسط المدينة وفي الأحياء الخارجية ، سيمكنك من رؤية العشرات من الشركات والمحلات التي اضطرت للإغلاق لأنها لم تعد قادرة على التعامل مع هذا الوضع الرهيب.
ففي بداية عام 2021 ” كنا نتحدث عن 66 شركة مغلقة في غضون عام. الآن الرقم مخيف أكثر”، موردة أنه ما بين 2018 إلى 2020 ، فقدت سبتة أكثر من 200 شركة في القطاع التجاري، معلنة أنها حقيقة مقلقة تتطلب تفكيرًا مليا.
ذات الصحيفة أشارت إلى أن الوضع لا يزال خطيرًا، “عليك فقط أن ترى أنه في شارع “ريفيلين” ، على بعد أقل من 200 متر ، هناك عشرات المتاجر مغلقة. وإذا واصلنا طريقنا نحو الشارع الملكي “كايي ريال” ، فسيكون المشهد البانورامي أكثر قتامة.
من جهتهم، يقول رجال الأعمال والتجار السبتيين، إن سياسة الإغلاق دفعت بما تبقى من المتاجر والمحلات التي ظلت مفتوحة، إلى اليأس لأنه منذ موسم المبيعات، لم يرفعوا رؤوسهم،” إنها “كارثة”، يرد التجار على مراسل الصحيفة.
صاحب أحد المحلات صرح قائلاً: “إذا لم يكن هناك زبائن ، فلا توجد مبيعات ، وسبتة فارغة حتى في عطلات نهاية الأسبوع”. “نحن بحاجة إلى أن يترك أهل سبتة أموالهم في أرضهم ، وقبل كل شيء ، نحتاج إلى السياح”.
أدى إغلاق الحدود إلى إضعاف العديد من الشركات في سبتة، لا سيما في المتاجر الموجودة بالمنطقة الحدودية، ووصل هذا الكساد والضرر إلى مركز المدينة التي إفتقدت السياح المغاربة، والذين كانوا يتركون خلفهم أموالاً طائلة لصالح المدينة.
تأمل صحيفة أخبار سبتة أن يعمل الإعلان عن نهاية وباء كورونا قريبا في بدء انتعاش اقتصادي كبير للمدينة، لكن لا شيئ مؤكد فيما إذا كان السياح المغاربة سيعودون كما في السابق.
لهذا تضيف الصحيفة أن هناك “خطة إستراتيجية تعمل عليها حكومة المدينة، والحكومة المركزية في مدريد، والتي ستكون جاهزة لشهر يونيو. هذه الخطة، تتضمن سلسلة من المفاتيح التي ستغير مستقبل سبتة، حسب قول الصحيفة المحلية.
وتعلق سبتة المحتلة، الآمال على انتعاش السياحة، وخصوصا عودة السياح المغاربة، في موسم الأعياد القادم، مع تقديم أسعار أكثر تشجيعا وتنافسية للأشخاص القادمين من الخارج بشكل خاص، تورد الصحيفة.