كشف مسؤولون أميركيون عن خطة الرد الإيراني الانتقامي على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق الذي قتل فيه عدد من ضباط الحرس لثوري بينهم اثنان من كبار القادة.
وحسب تقديرات المسؤولين الأميركييين، فإن قدر حجم الهجوم الإيراني على القواعد العسكرية الإسرائيلية يمكن أن يشكل تحديا؛ مرجحين أن تكون الضربة اليوم الجمعة، لكنهم لم يشيروا في أي توقيت، بينما تبقى هذه المعلومات في دائرة التقديرات.
وقالوا “إن إيران ستطلق 100 طائرة بدون طيار وعشرات الصواريخ” على عدة أهداف مختلفة بينها قواعد عسكرية إسرائيلية، بينما استدعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قادة الأجهزة الأمنية للتشاور بعد ظهر الجمعة مع تصاعد التهديدات بضربة إيرانية وشيكة.
وفي مؤشر على قرب الهجوم الإيراني الذي قد يجر المنطقة إلى حرب أوسع، أصدرت الهند وفرنسا ودول أخرى الجمعة تحذيرات من السفر إلى المنطقة، بينما كانت الولايات المتحدة قد حثت أمس مواطنيها في إسرائيل على تجنب السفر خارج المناطق الوسطى وبئر السبع والقدس، في حين دعت كل من موسكو وبريطانيا وألمانيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحذرت من انزلاق المنطقة برمتها نحو الفوضى.
ونقلت شبكة سي بي إس في تقريرها عن سيما شاين الخبيرة الأمنية والمسؤولة السابقة في الموساد، قولها إن هذه كانت لحظة خطيرة بالنسبة للمنطقة وأنها “الأكثر قلقا” بالنسبة لها.
وقالت عن الهجوم الإيراني المفترض أو المزمع “سيحاولون القيام بذلك على الجيش أو على بعض الأصول العسكرية، لكن السؤال سيكون حجم الضرر وإذا كان هناك العديد من الجرحى والقتلى”، مضيفة “أعتقد أن الأمر ينطوي على احتمال تصعيد كبير”.
وتستعد إسرائيل لهجوم من إيران أو وكلائها منذ مقتل عضو كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة على دمشق الأسبوع الماضي، والتي نسبت إلى إسرائيل رغم أن الجيش لم يعلن مسؤوليته عنها.
ولم يعلن الجيش عن إجراءات وقائية خاصة يجب على الإسرائيليين اتخاذها، لكنه حث على اليقظة وطلب من المواطنين إطلاعهم على آخر المستجدات.
وفي وقت سابق ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت في تقرير على موقعها الالكتروني أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد وافقا على خطط لمهاجمة إيران في حالة تعرض الدولة العبرية لهجوم من الأراضي الإيرانية.
ويأتي ذلك بينما أكدت مصادر عبرية وأميركية أن واشنطن وتل أبيب كثفتا من مستوى التنسيق العسكري رغم الخلافات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأفاد إعلام عبري بأن سفينة صواريخ أميركية، ذات قدرات دفاعية متقدمة، رست اليوم الجمعة قبالة شواطئ إسرائيلية، وسط ترقب عالمي لرد إيراني محتمل على الهجوم الذي استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، وفق مصادر وصفتها بالمطلعة أنه من المتوقع حدوث هجوم ينطلق من إيران على شمال أو جنوب إسرائيل خلال الـ24 إلى 48 ساعة القادمة وانه سيتم الرد عليه بسرعة.
وفي المقابل قال مصدر آخر إن المسؤولين الإيرانيين أطلعوه على خطوات الرد قائلا إن السلطات الإيرانية ناقشت خطة الهجوم لكنها لم تتخذ قرارا نهائيا لشنه وسط ضغوط وتحذيرات من الجانب الأميركي.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت قال لنظيره الأميركي لويد أوستن إنه إذا تعرضت إسرائيل لهجوم فإنها سترد بضرب الأراضي الإيرانية، فيما أطلق نتنياهو بدوره تحذيرات قوية.
وتقول الصحيفة الأميركية إن طهران لن تتراجع عن نيتها الانتقام لمقتل عضو كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في دمشق الأسبوع الماضي وذلك في ضربة جوية نسبت إلى إسرائيل واستهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي إن الإيرانيين سيضربون على الأرجح الأراضي الإسرائيلية وليس الأصول في الخارج حيث قدم الحرس الثوري الإيراني خططًا تشغيلية اختيارية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. وقال مستشار في الحرس الثوري إن أحد الخيارات هو توجيه ضربة بصواريخ متوسطة المدى.
وتأتي هذه التطورات فيما نشرت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تابعة للحرس الثوري الإيراني في الساعات الأخيرة، مقاطع فيديو تحاكي ضربة على مفاعل ديمونة النووي في النقب، وعلى مطار حيفا. وقال مسؤول إيراني في وقت سابق إنه قد تكون هناك ضربة لمحطات تحلية المياه ومحطات الطاقة في حالة رد إسرائيل.
وتقول الصحيفة إن خامنئي يشعر بالقلق من أن توجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل قد يؤدي إلى نتيجة خاطئة من وجهة نظره إذا شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على البنية التحتية الإيرانية. وقال مستشار إيراني “لقد تم تقديم خطة الهجوم إلى المرشد الأعلى وهو يدرس مخاطرها السياسية”.
كما نقلت الصحيفة عن نفس المصادر قولها إن الخطة الإيرانية تتضمن ضربات من وكلائها في العراق وسوريا الذين يطلقون طائرات مسيرة هجومية على إسرائيل منذ بداية الحرب.
وقد تضرب إيران ووكلاؤها أيضا مرتفعات الجولان أو حتى غزة، لتجنب ضرب إسرائيل داخل حدودها المعترف بها دوليًا أي الخاضعة لقرار التقسيم.
وتعطي الصحيفة إمكانيات أخرى للرد الإسرائيلي من ذلك خطة أخرى قيد النظر وهي الهجوم على سفارة إسرائيلية في احدى الدول العربية مع التوتر بين العواصم العربية وإسرائيل بسبب استمرار الحرب على غزة لكن ذلك سيؤثر سلبا على العلاقات العربية الإيرانية.
وشنت إسرائيل في السنوات الماضية ضربات موجعة ضد المصالح الإيرانية وعناصر الحرس الثوري خاصة في سوريا كما تم استهداف عدد من العلماء الإيرانيين في الملف النووي إضافة لعدد من الانفجارات الغامضة استهدفت بعض المواقع الإيرانية.
ورغم التهديدات ورسائل التحذير والعيد تشعر إيران بالقلق إزاء وقوع هجوم على أراضيها. وكانت الرسالة التي تم تسليمها لهم هي أنهم إذا نفذوا ضربة ضد إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سوف ينتقم داخل حدودهم.
ويعتقد أن الولايات المتحدة ستدعم لوجستيا أي هجوم إسرائيلي على إيران وهو ما دفع قائد سنتكوم مايكل كوريلا يزور إسرائيل.