تتواصل الدينامية الدبلوماسية التي أطلقها المغرب في القارة الإفريقية، مع إعلان برلمانات 20 دولة، من بينها موريتانيا ونيجيريا وأنغولا، دعمها للمبادرة الأطلسية المغربية، في خطوة تعكس اتساع رقعة التأييد للمشروع الذي يسعى إلى تعزيز التعاون الإقليمي والاندماج الاقتصادي بين دول المحيط الأطلسي.
ويأتي هذا الإعلان خلال النسخة السابعة من معرض “أليوتيس” المنعقد بأكادير، حيث أكد البرلمانيون الأفارقة انخراطهم في المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس، مع التشديد على احترام السيادة والوحدة الترابية للدول.
ومنذ إطلاقها، لقيت المبادرة الأطلسية تفاعلاً إيجابياً داخل القارة، حيث انضمت إليها 23 دولة إفريقية، تمثل 40% من سكان القارة وتسهم بنسبة 70% من التجارة داخلها.
ويهدف المشروع إلى تعزيز التعاون في مجالات الأمن، الاقتصاد الأزرق، الطاقة، والتنمية المستدامة، مما يجعله إطاراً استراتيجياً لدول المنطقة في مواجهة التحديات المشتركة.
وبالنسبة للمغرب، يشكل هذا الدعم المتزايد رصيداً دبلوماسياً يعزز مكانته كفاعل رئيسي في القارة، ويضعف في المقابل تحركات خصومه، لاسيما فيما يتعلق بقضية الصحراء.
فكلما توسعت شبكة الحلفاء الأفارقة، تضاءلت قدرة الأطراف المناوئة للوحدة الترابية على فرض خطابها داخل المؤسسات الإقليمية والدولية.
وفي ظل هذا الزخم، تواجه الأطراف المناوئة للوحدة الترابية للمملكة، عزلة متزايدة داخل المشهد الإفريقي.
فالدعم البرلماني للمبادرة الأطلسية لا يقتصر فقط على تأييد رؤية اقتصادية وتنموية، بل يعكس أيضاً توجهاً إفريقياً عاماً نحو شراكات تحترم سيادة الدول وتنبذ النزعات الانفصالية.
ويرى مراقبون أن المبادرة المغربية تفرض واقعاً جديداً داخل القارة، حيث تتحول علاقات الدول الإفريقية من الاصطفافات السياسية التقليدية إلى التعاون البراغماتي القائم على المصالح المشتركة.
وبالنسبة للرباط، فإن كسب دعم برلمانات 20 دولة إفريقية يمثل نقطة قوة إضافية في مواجهة خصومها الدبلوماسيين، ويكرس حضورها كقوة إقليمية صاعدة.
مع استمرار المغرب في توسيع قاعدة التأييد الإفريقي، يبقى التحدي الرئيسي هو تحويل هذا الدعم السياسي إلى مشاريع ملموسة تعزز الاندماج الاقتصادي للمنطقة.
ويشكل أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، إلى جانب تطوير البنية التحتية البحرية واللوجستية، أحد المحاور الرئيسية التي قد تمنح المبادرة زخماً إضافياً.
وفي ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها إفريقيا، يبدو أن المبادرة الأطلسية المغربية ترسم معالم تحالفات جديدة، تعزز من حضور المغرب إقليمياً، وتضعف في المقابل قدرة خصومه على التأثير في مسار القرارات الاستراتيجية داخل القارة.