كشفت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها “النظرة العالمية على السيارات الكهربائية لعام 2024” عن أن المغرب شهد تدفق استثمارات هائلة في صناعة بطاريات الليثيوم LFP خلال عام 2022، بلغت قيمتها 15.3 مليار دولار أمريكي.
وأفاد التقرير بأن حجم هذه الاستثمارات يعادل تقريبًا ما تم الإعلان عنه خلال السنوات الخمس السابقة مجتمعة، مما يعكس الطفرة الكبيرة التي يشهدها المغرب في هذا القطاع الحيوي.
وأوضحت الوكالة أن هذه الاستثمارات جاءت من شركات رائدة عالميًا، أبرزها الشركة الكورية الجنوبية “إل جي” والشركتين الصينيتين “غوتيون” و”جي إن جي آر أدفانسد ماتريال”. وأشار التقرير إلى أن المغرب استفاد بشكل كبير من احتياطياته الهائلة من الفوسفاط، وهي الأكبر في العالم، إلى جانب اتفاقيات التجارة الحرة التي يحتفظ بها مع الولايات المتحدة وأوروبا، مما جعله وجهة جذابة لهذه الاستثمارات.
وأوضح التقرير أن تقنيات بطاريات فوسفاط الحديد والليثيوم (LFP) التي ظهرت لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1997، شهدت تطويرًا متزايدًا في كندا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. غير أن الصين كانت الدولة الوحيدة التي تنتج هذه البطاريات على نطاق واسع حتى عام 2022، عندما انتهت براءات الاختراع الأساسية لتلك التكنولوجيا، مما فتح المجال أمام دول أخرى مثل المغرب للاستثمار في هذا القطاع المتنامي.
وأشار التقرير أيضًا إلى الارتفاع الكبير في الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية خلال السنوات الأخيرة، حيث تجاوز الطلب في عام 2023 أكثر من 750 جيجاوات ساعة (GWh)، بزيادة بلغت 40% مقارنة بعام 2022. ولفت التقرير إلى أن السيارات الكهربائية تمثل 95% من هذا النمو، في حين ساهمت زيادة حجم البطاريات بنسبة 5% فقط نتيجةً لزيادة مبيعات سيارات الدفع الرباعي (SUV).
وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة وأوروبا سجلتا أسرع نمو في مبيعات السيارات الكهربائية بين الأسواق الرئيسية، حيث تجاوزت نسبة النمو 40% على أساس سنوي، تلتها الصين بنسبة 35%. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الولايات المتحدة السوق الأصغر مقارنة بأوروبا والصين.
وبالنظر إلى الاتجاهات المستقبلية، توقع التقرير استمرار النمو في الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية، مدفوعًا بابتكارات جديدة في القطاع مثل تكنولوجيا السيارات الكهربائية ذات النطاق الممتد (EREV). وبفضل هذه التطورات، من المتوقع أن تعزز هذه البطاريات مكانتها في الأسواق العالمية، مما يعزز بدوره الاستثمارات في هذا المجال ويؤدي إلى نمو ملحوظ في السنوات القادمة.