يقترب المغرب من دخول سوق الغاز الطبيعي المسال لأول مرة، مع اكتمال أعمال بناء منشأة التسييل في حقل تندرارة الذي تنجزه شركة “ساوند إنرجي” البريطانية.
ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجاري بحلول أواخر 2025، بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 ملايين قدم مكعب يوميًا، مما سيشكل خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن الطاقي في المملكة وتقليل اعتمادها على واردات الغاز.
ويقع حقل تندرارة في المنطقة الشرقية للمغرب، ويعد من أكبر الحقول البرية في البلاد.
وتعمل شركة “ساوند إنرجي” على تطوير الحقل منذ سنوات، حيث أعلنت مؤخرًا عن تقدم ملحوظ في عمليات البناء، بما في ذلك إنشاء أول خزان للغاز الطبيعي في الموقع.
ويعتمد المغرب بشكل كبير على واردات الطاقة لتلبية احتياجاته الوطنية، خاصة بعد توقف إمدادات الغاز الجزائري عبر خط الأنابيب المغاربي-الأوروبي في 2021.
ودفع ذلك التوقف المملكة إلى البحث عن بدائل، مثل استيراد الغاز الطبيعي المسال عبر إسبانيا.
ومع بدء الإنتاج في حقل تندرارة، يتوقع أن يقلل المغرب من اعتماده على هذه الواردات، مما يعزز أمنه الطاقي ويقلل من تعرضه لتقلبات أسعار الطاقة العالمية.
ورغم التقدم الملحوظ، يواجه المشروع تحديات متعددة. تتطلب عمليات التسييل بنية تحتية متطورة واستثمارات ضخمة، ما قد يشكل عبئًا ماليًا على الشركة المطورة.
كما أن المشروع قد يواجه صعوبات تقنية تتعلق بعملية التسييل والنقل، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية في المنطقة الشرقية. علاوة على ذلك، قد تؤثر التقلبات في أسعار الغاز العالمية على الجدوى الاقتصادية للمشروع.
وإذا سارت الأمور وفقًا للمخطط، فإن بدء الإنتاج في حقل تندرارة سيشكل تحولًا كبيرًا في قطاع الطاقة المغربي.
وبجانب تقليل الاعتماد على الواردات، يفتح المشروع الباب أمام استثمارات جديدة في مجال استكشاف وإنتاج الغاز في المملكة.
كما يسعى المغرب إلى تعزيز مكانته كمركز إقليمي للطاقة من خلال مشاريعه الطموحة في الغاز والطاقة المتجددة.
ويُعد مشروع حقل تندرارة خطوة رئيسية نحو تحقيق استقلالية أكبر في مجال الطاقة.
ورغم التحديات المحتملة، يشير التقدم المحرز حتى الآن إلى إمكانية تحقيق الأهداف المرجوة، حيث تتوقع المملكة أن تكون الأشهر القادمة حاسمة لمتابعة تطورات المشروع وأثره المحتمل على المشهد الطاقي.