في تطور لافت يعكس تعقيدات المشهد الجيوسياسي الإقليمي، ألقت الفصائل المعارضة في سوريا القبض على مجموعة من عناصر ميليشيات البوليساريو في مدينة حلب، المعروفة بكونها إحدى أبرز ساحات الحرب السورية.
المقاتلون، الذين كانوا يحملون جوازات سفر جزائرية مختومة، أصبحوا رمزًا للتشابك العميق بين التحالفات الإقليمية التي تجمع الجزائر وإيران وسوريا.
تُظهر التقارير أن المقاتلين الذين تم القبض عليهم قد تم تدريبهم في قواعد جزائرية تحت إشراف خبراء عسكريين إيرانيين، قبل إرسالهم لدعم النظام السوري.
غير أن وجودهم في حلب أثار دهشة الفصائل المعارضة التي وصفتهم بـ”المرتزقة المضللين”.
وبينما كانوا يعملون كأداة لسياسات الجزائر الإقليمية، انتهى بهم الأمر في قبضة المعارضة، وهو ما يُعدّ فصلًا ساخرًا في سياق دورهم كأذرع عسكرية للمصالح الجزائرية والإيرانية.
يمثل هذا التطور جزءًا من تحالف بين الجزائر وإيران، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز نفوذهما في المنطقة من خلال دعم الجماعات المسلحة ونشر عدم الاستقرار.
وقد كشف هذا الحادث مدى عمق تورط إيران في تدريب وتسليح ميليشيات البوليساريو، وهو أمر دفع المملكة المغربية إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذه التدخلات، بما في ذلك قطع العلاقات مع إيران في عام 2018.
على الرغم من المحاولات الجزائرية لتبرير وجود هذه العناصر في سوريا، فإن الشروحات المقدمة من المسؤولين الجزائريين، مثل تصريح وزير الخارجية أحمد عطاف، لم تقنع المجتمع الدولي.
بل إن الحادثة كشفت بوضوح استخدام الجزائر لعناصر البوليساريو كأدوات لتحقيق أجندات إقليمية تمتد من شمال إفريقيا إلى الشرق الأوسط.
ما حدث في حلب يعكس صورة قاتمة لتحالفات ترتكز على تصدير الفوضى واستغلال الميليشيات لتحقيق مصالح إقليمية.
وبينما تستمر هذه الأطراف في تعزيز تحالفاتها، يظل الشعب السوري والمناطق المتضررة الأخرى ضحية لهذه السياسات العبثية.