شهدت الساحة الدبلوماسية المصرية خلال الأسبوع الماضي ضغوطا جزائرية مكثفة لحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قمّة شرم الشيخ الدولية، التي دعت إليها مصر والولايات المتحدة بهدف إطلاق المرحلة التالية من عملية السلام في الشرق الأوسط، وتعزيز خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتحديد الترتيبات اللاحقة لإعلان وقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وأفادت مصادر دبلوماسية مصرية بأن القاهرة واجهت صعوبة في الاستجابة للطلب الجزائري، نظرا لتنسيق القمّة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وتحديد قائمة الحضور من القادة المعنيين مباشرة بخطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأكدت المصادر أن القاهرة عرضت على الجزائر المشاركة من خلال ممثل دبلوماسي، بينما حضور الرئيس تبون شخصيا كان “غير وارد” لأسباب تنظيمية وتنسيقية.
ورغم ذلك، واصلت الجزائر الضغط، ما دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الجزائري الخميس الماضي، أوضح خلالها أن ترتيب قائمة الحضور يتم بالتنسيق مع الجانب الأمريكي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وهو ما لم يتم ذكره في البلاغ الرسمي للرئاسة الجزائرية التي اكتفت بالإشارة إلى تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في البلدين وتعزيز التعاون الثنائي.
وفي سياق متصل، أجرى الوزير الأول الجزائري سيفي غريب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي لمتابعة نتائج المحادثة بين الرئيسين، مؤكدين خلالها على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وأهمية تطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات.
ويأتي هذا التباين في المواقف مع اقتراب عقد قمّة شرم الشيخ، المقررة غدا الإثنين، بمشاركة أكثر من 20 من قادة العالم، بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي. بينما اعتذر كل من الجانب الإيراني والإسرائيلي عن المشاركة.

