في خطوة أثارت انتقادات واسعة، أعادت الجزائر فرض تأشيرات دخول على حاملي جوازات السفر المغربية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي بسبب ما وصفته بـ”تهديدات أمنية” مزعومة مصدرها المغرب. وبررت السلطات الجزائرية هذا القرار بادعاءات عن نشر المغرب لعملاء استخبارات “صهاينة” للتسلل إلى الأراضي الجزائرية والمساس بأمنها واستقرارها.
ويرى خبراء العلاقات الدولية أن هذه التبريرات تفتقر إلى المصداقية، حيث اعتبر خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول في وجدة، أن هذه الادعاءات لا تستند إلى حقائق ملموسة، بل تأتي في سياق محاولات سياسية لخلق عدو خارجي كلما واجهت الجزائر أزمات داخلية، أوضح شيات أن المغرب لن يرد على هذه الخطوة الجزائرية بإجراءات مماثلة.
وأشار شيات إلى أن هذه الخطابات تكررت مراراً في الأوساط السياسية الجزائرية، بهدف تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة “عدو خارجي” يتم تصنيعه، مؤكداً أن الإصرار على تصوير المواطن المغربي كتهديد يمثل مجرد وسيلة للتلاعب السياسي.
وأضاف الخبير أن إعادة فرض التأشيرات على المغاربة يؤثر سلباً على آلاف الأبرياء ويعقد العلاقات الثنائية بين البلدين. كما أوضح أن هذا القرار يتجاوز حدود الدبلوماسية، إذ ينتهك حقوق الأفراد الأساسية.
وفي ختام تصريحاته، دعا شيات إلى ضرورة فتح حوار بناء بين المغرب والجزائر، بدلاً من اتخاذ خطوات تصعيدية تزيد من توتر العلاقات وتضر بالتعاون الإقليمي.