في مسعى يفتقر إلى الشرعية والمصداقية، تحاول جبهة البوليساريو، بدفع مباشر من النظام الجزائري، افتعال أزمة داخل المؤسسات الأوروبية عبر مطالبة المفوضية الأوروبية بإدراجها في المفاوضات التجارية مع المغرب.
وتعكس هذه الخطوة، التي تتناقض مع الأعراف الدولية، استراتيجيات مهترئة لطرفين عاجزين عن مجاراة النجاحات الدبلوماسية والاقتصادية للمغرب.
وتمثل تصريحات المدعو منصور عمر، الذي يزعم تمثيل البوليساريو لدى الاتحاد الأوروبي، حول “شرعية” مزعومة لجبهته، استغلالاً مفضوحًا لقرار محكمة العدل الأوروبية.
هذا الحكم، الذي لم يقدم للجزائر والبوليساريو أي مكاسب حقيقية، أُخرج عن سياقه ليُستخدم كذريعة في حملة تضليل إعلامية تستهدف التشويش على العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وتعد محاولة إقحام البوليساريو في مفاوضات تجارية ذات طابع سيادي مغربي إهانة ليس فقط للمغرب، بل للمؤسسات الأوروبية نفسها، التي تدرك جيدًا أهمية الشراكة مع الرباط كحليف استراتيجي في المنطقة.
وفي هذا السياق، لا يمكن انكار دور الجزائر في هذه المناورة، فالنظام العسكري الذي جعل من دعم البوليساريو محور سياسته الخارجية لم يتوقف عن ضخ الأموال والموارد لتغذية كيان وهمي يفتقر إلى أي اعتراف دولي جاد.
ويؤكد هذا النهج، الذي يكلف الخزينة الجزائرية المليارات، إخفاق النظام الجزائري في التركيز على تحسين أوضاع شعبه الذي يعاني من أزمات اقتصادية خانقة، بطالة متفاقمة، وغياب أي رؤية تنموية حقيقية.
وعلى العكس من ذلك، يواصل المغرب، رغم كل الاستفزازات، تقديم نموذج لدولة مستقرة ومسؤولة. فمن خلال تعزيز دوره في محاربة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وضمان الأمن في البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الساحل، أثبت المغرب أنه شريك موثوق وقوة دافعة للاستقرار الإقليمي.
ويعكس إصرار الجزائر والبوليساريو على مهاجمة المغرب حالة من التناقض السياسي الصارخ.
فمن جهة، تدعي الجزائر الدفاع عن “حق تقرير المصير”، بينما تمنع مواطنيها من أبسط حقوق التعبير وتخنق أي صوت معارض داخل حدودها.
ومن جهة أخرى، تستمر في نشر رسائل الكراهية والتحريض ضد دولة ذات سيادة تحظى باحترام دولي واسع.
لكن الموقف الأوروبي، الذي يتسم بالوضوح والثبات تجاه احترام السيادة المغربية، يُفشل كل محاولات الجزائر والبوليساريو في زعزعة هذه الشراكة.
وتدرك الدول الأوروبية أن المغرب ليس مجرد شريك اقتصادي، بل ركيزة أساسية للاستقرار في منطقة تعج بالتحديات الأمنية والسياسية.
في المقابل، تعاني الجزائر من عزلة دولية متزايدة بسبب سياساتها العدائية، التي باتت مرفوضة من العديد من الأطراف الدولية.
ويظهر الدعم المفتوح لكيان انفصالي غير معترف به الجزائر كدولة تعيش خارج سياق العصر، عاجزة عن فهم التحولات الكبرى التي جعلت المغرب شريكًا محوريًا في القارة الإفريقية وأوروبا.
إن محاولات الجزائر والبوليساريو لاستغلال مؤسسات الاتحاد الأوروبي هي مناورة مكشوفة تنم عن يأس سياسي مزمن. المغرب، الذي يثبت يومًا بعد يوم قوته وصلابة مواقفه، لن يتأثر بمثل هذه التحركات العقيمة.
والأكيد ان المغرب سيبقى رائدًا في منطقته، بينما تبقى الجزائر والبوليساريو حبيستين خطاب متآكل وسلوك عدائي لا يجد له أي صدى في الواقع الدولي.