أكد سفير جمهورية الشيلي بالمغرب، ألبرتو رودريغيز أسبياغا، أن تأهل المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة إلى نهائي كأس العالم للشباب، يُعد “لحظة فارقة في سجل كرة القدم المغربية”، معتبرا أن هذا الإنجاز يعكس طموح الشباب المغربي وقدرته على المنافسة في أعلى المستويات الدولية.
وقال أسبياغا، في تصريحات نقلتها الزميلة “طنجة 24” إن الأداء الذي قدمه أشبال الأطلس في البطولة “أثار إعجاب الجماهير الشيلية، وكان محل إشادة واسعة في الأوساط الرياضية والثقافية”، مؤكدا أن المنتخب المغربي “نجح في تقديم صورة مشرقة عن بلاده وشبابه”.
وردا على سؤال حول مسألة التأشيرات للمغاربة الراغبين في حضور المباراة النهائية، أوضح السفير أن القوانين المعمول بها في بلاده “تُتيح للمواطنين المغاربة الاطلاع المسبق على شروط الحصول على التأشيرة”، مشيرا إلى أن “هناك جهودا تُبذل حاليا لدى السلطات المختصة في سانتياغو لتسهيل بعض الإجراءات، رغم أن القرار النهائي لا يدخل ضمن صلاحيات السفارة”.
وفي معرض حديثه عن الأبعاد الدبلوماسية للبطولة، شدد رودريغيز أسبياغا على أن كأس العالم للشباب تمثل فرصة استراتيجية لتقوية العلاقات بين المغرب والشيلي، خصوصا في مجالات الرياضة والثقافة والسياحة، لافتا إلى أن “المنافسات الرياضية الكبرى تفتح نوافذ جديدة أمام التعاون بين الشعوب، وتُسهم في تعميق الروابط الإنسانية”.
وبخصوص احتمال مشاركة السفارة في احتفالات محتملة في حال فوز المغرب باللقب، أكد السفير أن بعثته ستكون “سعيدة بالمشاركة في أي مبادرة احتفالية يتم توجيه الدعوة إليها”، مذكّرا بالمكانة المميزة التي يحتلها المغرب لدى الرأي العام الشيلي.
وتشهد مباريات المنتخب المغربي على الأراضي الشيلية حضورا لافتا للجماهير المحلية، التي أبدت إعجابها بأداء أشبال الأطلس وروحهم القتالية، في مشهد يعكس ما باتت تحققه كرة القدم المغربية من صدى دولي، خاصة في فئات الشباب.
ويكتسي هذا التأهل المغربي طابعًا يتجاوز الحدث الرياضي في حد ذاته، ليجسّد تحوّل البطولات العالمية إلى منصات تلاقٍ بين الشعوب، حيث تندمج المنافسة مع فرص التقارب الثقافي، وتُعاد صياغة العلاقات بين الدول في وجدان الجماهير من خلال رمزية الأداء وروح الانتصار.
وفي ظل انفتاح الجمهور الشيلي على مسار المنتخب المغربي، تتكرّس مكانة الرياضة كأداة ناعمة لتوسيع دائرة التواصل الدولي، بعيدًا عن القنوات الرسمية، ما يمنح هذه التظاهرة بعدًا إضافيًا في تعزيز الحوار الحضاري وبناء جسور جديدة بين الرباط وسانتياغو.

