علمت “وطن 24” أن أحمد الغرابي، الفاعل البارز في قطاع النقل واللوجستيك والرئيس السابق لمقاطعة السواني بطنجة، قد غادر بشكل نهائي صفوف حزب العدالة والتنمية نهاية الأسبوع الماضي، معلناً التحاقه بحزب الاستقلال، في خطوة تعكس تصدعا متزايدا في بنية الحزب محليا، وتعيد رسم ملامح الخريطة السياسية بالمدينة قبيل المحطات الانتخابية المقبلة.
ويُعد الغرابي من أبرز الأسماء التي كانت تُحسب على “التيار المعتدل” داخل الحزب، حيث شكّل لسنوات أحد الوجوه الانتخابية الوازنة بمقاطعة السواني، مستفيداً من قاعدة دعم انتخابية متينة، ومن شبكة علاقات تضم فاعلين اقتصاديين ومستثمرين في مجالات النقل واللوجستيك.
كما سبق له أن أشرف بشكل مباشر على تدبير ملفات شائكة، من أبرزها ملف سوق كسبراطا، بتكليف من العمدة السابق محمد البشير العبدلاوي.
ورغم احتفاظه بموقعه كمستشار جماعي، فإن علاقة احمد الغرابي بحزب العدالة والتنمية عرفت في السنوات الأخيرة نوعاً من الفتور، خاصة بعدما اتجه الحزب الى دعم محمد الشرقاوي عن الحركة الشعبية لرئاسة مقاطعة طنجة المدينة ضد التجمع اعزيبو المقراعي، مما اضطر بسببه التحالف الثلاثي الى التخلي عن أحمد الغرابي لرئاسة مقاطعة السواني ، ما دفعه إلى الابتعاد التدريجي عن أنشطة الحزب، والتقارب مع شخصيات استقلالية بارزة.
وقد شوهد خلال احدى الدورات الاخيرة لمجلس جماعة طنجة وهو يجالس أعضاء من فريق حزب الاستقلال، في مشهد فسّره مراقبون على أنه مقدمة لانضمامه إلى الحزب، وهو ما تأكد لاحقاً.
ويرى متابعون للشأن السياسي المحلي أن انضمام الغرابي يشكل مكسباً كبيراً لحزب الاستقلال، ليس فقط لخبرته في التدبير المحلي، بل أيضا لما يحمله من رصيد انتخابي قادر على تعزيز موقع الحزب داخل مجلس جماعة طنجة، وإعادة تشكيل موازين القوى، في ظل تنافس محموم بين مختلف الأطراف استعداداً للاستحقاقات المقبلة.