يشكل المشروع المبتكر “المخيم الإيكولوجي”، وهو مركب بيئي – سياحي، يجمع بين السياحة والتربية البيئية، والواقع بجماعة ويركان القروية التابعة لإقليم الحوز، ثمرة مثابرة وانخراط مقاول شاب، استفاد من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة.
ويتمثل هذا المشروع، الذي يقع على بعد أزيد من ساعة عن مدينة مراكش، وعلى علو ألف متر في جبال الأطلس، في مخيم سياحي، يتكون من أربع خيام، مجهزة بعناية لاستقبال عشاق الطبيعة، الذين يتيح لهم أيضا فرصة الاستمتاع بأطباق الطبخ المغربي التقليدي.
ويقترح هذا “المركب السياحي”، الذي تم إنجازه، في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية “تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب”، بدوار “تورود”، على مساحة 7 آلاف متر مربع، بفضل استثمار إجمالي ناهز 258 ألف درهم، بلغت مساهمة المبادرة فيه 100 ألف درهم، إقامة وسط أجواء رائعة جدا، تمكن من ربط الصلة مجددا مع الطبيعة، والقيام بجولات على صهوة الفرس، فضلا عن مدارات للمشي.
وقال عبد الكريم عماري، مؤسس شركة “مخيم ويركان”، إنه “بفضل مساهمة بلغت 100 ألف درهم، ومواكبة تقنية مستمرة، شجعتني المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على إطلاق هذا المشروع البيئي – السياحي، الذي يتمثل في نقل المخيمات التي تقام في الهواء الطلق من الصحراء إلى جبال الأطلس الكبير، في تجربة فريدة تجمع بين السياحة والتربية البيئية”.
وأضاف عماري أن المخيم الإيكولوجي استقبل، في الآونة الأخيرة، زبناءه الأوائل بعد استئناف النشاط السياحي، مبرزا مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في النهوض بريادة الأعمال لدى الشباب، وفي خلق فرص الشغل.
ويهدف البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي يحمل عنوان “تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب”، إلى توفير المواكبة لفائدة حاملي المشاريع، قصد النهوض بالادماج الاقتصادي للشباب والنساء، من خلال إحداث فرص الشغل، والتشغيل الذاتي.
وتم، السنة الماضية، تخصيص غلاف مالي قدر بحوالي 4ر10 ملايين درهم لتمويل المشاريع المحتفظ بها في إطار هذا البرنامج، على صعيد إقليم الحوز.
وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الحوز، فقد بلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تمويل هذه المشاريع 9ر4 ملايين درهم، أي ما يعادل حوالي 50 بالمئة من التكلفة الإجمالية، بينما ساهم الشباب أصحاب المشاريع بمبلغ 4ر4 ملايين درهم.
وأوضح المصدر ذاته، أن عدد الشباب الذين تمت مواكبتهم، في إطار تنفيذ البرنامج الثالث، في مرحلة ما قبل إحداث المشروع، خلال سنة 2020، وصل إلى 237 شخصا، حيث تم تجاوز الهدف المحدد ب10 نقاط، في حين استفاد 49 شابا من مواكبة في مرحلة ما بعد إحداث مشاريعهم، مؤكدا أنه تم بلوغ الهدف السنوي بنسبة 100 بالمئة.
وهمت المواكبة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشاريع يحملها شباب في قطاعات إنتاجية وأخرى للخدمات (صناعة تقليدية، فلاحة، سياحة، صناعة..)، بالإضافة إلى قطاعات واعدة، مثل التكنولوجيات الجديدة.
ومن شأن هذه المشاريع أن تساهم في خلق المزيد من فرص الشغل، ومن القيمة المضافة أكثر، على الصعيد المحلي، من خلال التشجيع على إحداث مقاولات صغيرة جدا ومتوسطة، وفي تحسين مهارات الشباب.
وقد استفاد، في هذا الاتجاه، العديد من شباب إقليم الحوز من مواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مراحلها الثلاث، لإنجاز مشاريعهم، أو تطوير أنشطتهم، في إطار مقاربة مندمجة، تروم تحسين قابلية تشغيل الشباب، وخلق القيمة على الصعيد المحلي، وكذا ضمان استدامة المشاريع.