يواصل المغرب جذب آلاف المتقاعدين الفرنسيين الباحثين عن مناخ دافئ وتكاليف معيشة أقل، حيث يقدر عدد الذين يختارون الاستقرار في المملكة خلال فصل الشتاء بنحو 30 ألف شخص سنوياً، وفق تقرير بثه التلفزيون الفرنسي TF1.
يرى العديد من المتقاعدين الفرنسيين أن المغرب يوفر بيئة مثالية لقضاء فترة التقاعد بعيداً عن برودة الشتاء الأوروبي، حيث تبرز مدن مثل أكادير كوجهة مفضلة بفضل طقسها الدافئ ومناظرها الطبيعية.
ويقول الزوجان نيكول وميشيل، اللذان قدما من مدينة بريست الفرنسية وقطعا مسافة 2800 كيلومتر بمقطورة مجهزة، إنهما اختارا الاستقرار في المغرب بسبب الطقس المعتدل وإحساسهما بالحرية التامة.
ويضيفان: “نعيش في سيارتنا المجهزة، وحين نرغب في المغادرة يمكننا ذلك بكل سهولة”.
إلى جانب المناخ، تعد كلفة المعيشة المنخفضة عاملاً رئيسياً في اختيار المتقاعدين الفرنسيين للمغرب.
ويشير ميشيل، الذي عمل سابقاً في شركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF، وزوجته نيكول، التي كانت موظفة في مقصف مدرسة، إلى أن ميزانيتهما تتيح لهما ارتياد المطاعم في المغرب بوتيرة أكبر مقارنة بفرنسا.
كما أوضحا أن أسعار الوقود أقل نسبياً، حيث يمكن الحصول على لتر الديزل مقابل يورو واحد فقط، وهو ما مكنهما من قطع 4263 كيلومتراً بميزانية لا تتجاوز 403 يوروهات، أي نصف ما كانا سينفقانه في فرنسا.
يستفيد المتقاعدون الفرنسيون أيضاً من انتشار اللغة الفرنسية في المغرب، ما يجعل التواصل اليومي أكثر سهولة. كما عملت السلطات المغربية على تجهيز 250 موقعاً للتخييم، لا سيما في أكادير، حيث تتوفر أماكن إقامة بأسعار تنافسية تبدأ من 15 يورو لليلة، تشمل الكهرباء والخدمات الأساسية.
مع استمرار توافد أعداد كبيرة من المتقاعدين الأوروبيين، يبدو أن المغرب يعزز مكانته كوجهة سياحية دائمة لهذه الفئة.
ورغم أن معظمهم يزورون البلاد لفترات مؤقتة، إلا أن بعضهم يفضل الإقامة لفترات أطول، مستفيدين من المزايا التي تقدمها المملكة من حيث المناخ، الأسعار، والبنية التحتية المخصصة لهذه الفئة من الزوار.