ساهم علماء مغاربة في تحقيق اكتشاف علمي غير مسبوق برصد جسيم نيوترينو فائق الطاقة في أعماق البحر الأبيض المتوسط، وذلك عبر التلسكوب الدولي KM3NeT، في إنجاز يفتح آفاقًا جديدة في مجال الفيزياء الفلكية للجسيمات عالية الطاقة.
وأعلن البروفيسور يحيى التايلاتي، المنسق الوطني للمشروع بالمغرب، أن هذا الاكتشاف، الذي نشرته مجلة “نيتشر” العلمية، تحقق بفضل جهود تعاون دولي يضم 21 دولة، من بينها المغرب، الذي يعد عضوًا فاعلًا في المشروع.
وأوضح التايلاتي، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن التلسكوب KM3NeT يتألف من شبكة كواشف تحت الماء مثبتة على عمق 3000 متر في البحر الأبيض المتوسط، وهو مصمم لرصد النيوترينوات عبر تتبع الضوء المنبعث عند تفاعل هذه الجسيمات في مياه البحر.
وأضاف أن الإشارة المسجلة، التي حملت اسم KM3-230213A، بلغت طاقتها 220 مليون مليار إلكترون فولت، وهو مستوى غير مسبوق يعادل عشرة آلاف مرة الطاقة الناتجة عن أكبر تصادم للجسيمات في العالم، ما يوفر أدلة مهمة حول الظواهر الفلكية العنيفة مثل الثقوب السوداء الهائلة والمستعرات الأعظمية وانفجارات أشعة غاما.
وأشار إلى أن المغرب، الذي انضم إلى المشروع عام 2016، أنشأ موقعين لدعم البنية التحتية للتلسكوب خارج أوروبا، أحدهما في كلية العلوم بالرباط لدمج الوحدات البصرية الرقمية، والثاني في كلية العلوم بوجدة لدمج الإلكترونيات الخاصة بالكاشف، ما يعكس التزام المملكة بتطوير البحث العلمي المتقدم.
وأكد عبد الإله موسى، منسق المشروع بجامعة محمد الأول بوجدة، أن هذا الإنجاز يعكس قدرة الباحثين المغاربة على المساهمة في الأبحاث العالمية الرائدة، ويعزز مكانة المغرب في مجال العلوم المتقدمة، مشددًا على أهمية توفير الدعم المستمر للبحث العلمي لتعزيز الابتكار ونقل التكنولوجيا الحديثة إلى المملكة.