أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة دينامية داخلية واسعة لإعادة هيكلة أساليب العمل وتعزيز التماسك المؤسسي، في إطار رؤية استراتيجية تستبق الاستحقاقات الكبرى التي تنتظر المملكة، وفي مقدمتها كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030.
ويقود هذا التحول المدير العام أشرف فائدة، الذي تولى مهامه قبل ثمانية أشهر، واضعا تحديث الأداء الإداري وربط الترويج السياحي بالتحولات الوطنية والدولية في صلب أولوياته.
وجاءت هذه الدينامية في سياق لقاء داخلي موسع احتضنته العاصمة الرباط، وشارك فيه لأول مرة جميع أطر المكتب مركزيا وجهويا ودوليا، بما في ذلك العاملون بالخارج.
واعتُبر هذا اللقاء نقطة تحول في توجه المؤسسة، حيث تم التشديد على ضرورة الانتقال إلى منظومة عمل ترتكز على الأداء والمرونة والذكاء الجماعي، كمدخل لتحسين تموقع السياحة المغربية ضمن خريطة الوجهات العالمية الصاعدة.
ووفق بلاغ صادر عن المكتب، فإن هذا التحول المؤسسي يهدف إلى إرساء أسس حكامة جديدة تقوم على إشراك الموارد البشرية في صياغة رؤية موحدة، وتعزيز الشفافية وتدفق المعلومات، وتجاوز الحواجز البيروقراطية، بما يضمن تسريع وتيرة الإنجاز ورفع نجاعة تدخلات المؤسسة في ظل رهانات بحجم تنظيم كأسين قاريتين وعالميتين في غضون خمس سنوات.
ويُنظر إلى استحقاقي 2025 و2030 كفرصة استراتيجية غير مسبوقة لتعزيز إشعاع المغرب السياحي عالميا، مما يفرض – وفق المكتب – ضرورة إصلاح داخلي عميق يؤسس لتدبير أكثر تكاملا وفعالية، ويواكب الحركية الاستثمارية المتوقعة في البنية التحتية والخدمات.
وفي هذا الاتجاه، يوازي التحول الداخلي إطلاق استراتيجية ترويجية جديدة، أبرزها حملة “المغرب، أرض كرة القدم”، التي شكلت تحولا لافتا في الخطاب التسويقي بفضل مقاربتها الموجهة إلى الجمهور الواسع، إلى جانب مبادرات رقمية تستهدف تثمين الوجهات السياحية غير التقليدية، مثل “Shining Fès” و”Rising Ouarzazate”، في انسجام مع أهداف الاستعداد للمونديال.
كما يواصل المكتب نسج شراكات مع فاعلين دوليين في مجالات النقل الجوي والإعلام والترويج، في مسعى إلى استقطاب أسواق جديدة وتوسيع الحضور المغربي في خارطة السياحة العالمية، بالتوازي مع تطوير منظومة قياس الأداء وتبسيط الإجراءات الإدارية.
ويُنتظر أن تتوج هذه الدينامية بإعداد خارطة طريق جديدة قادرة على مجابهة التحديات المتصلة بتنظيم كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم، باعتبارهما محطتين مفصليتين في إبراز مؤهلات المملكة كوجهة آمنة، متنوعة، ومستعدة لاستقبال ملايين الزوار في أفق العقد المقبل.
وفي مرحلة لاحقة، يخطط المكتب لإطلاق ورش تشاوري موسع مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة وباقي المهنيين، من أجل صياغة استراتيجية مندمجة تقوم على الاستباق، وتحقق نموا مستداما للسياحة المغربية لما بعد 2030.