دعا الملك محمد السادس، الاثنين، إلى اعتماد “مقاربة مهنية وموضوعية” في تنفيذ عملية إعادة تكوين القطيع الوطني للماشية، مؤكدا على ضرورة إشراف السلطات المحلية بشكل مباشر على تدبير الدعم الموجه للمربين، لضمان شفافية العملية ونجاعتها على الأرض.
وجاءت التوجيهات الملكية خلال ترؤسه مجلساً وزارياً بالقصر الملكي بالرباط، عقب عرض قدّمه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول تأثير التساقطات الأخيرة على الموسم الفلاحي، والوضع الحالي للقطيع الوطني، الذي تأثر خلال السنوات الأخيرة بتوالي مواسم الجفاف وارتفاع كلفة الأعلاف، ما أدى إلى تراجع أعداده بشكل مقلق في بعض المناطق.
وأوضح الوزير أن التساقطات المطرية التي عرفتها المملكة منذ مطلع السنة الجارية كانت “جد إيجابية”، خاصة على مستوى الزراعات الخريفية والربيعية، كما ساهمت في إنعاش الغطاء النباتي الطبيعي، وهو ما انعكس بشكل مباشر على وضعية المراعي في مختلف جهات البلاد.
وأشار المصدر ذاته إلى أن تحسن الظروف المناخية يفتح المجال أمام الشروع في تنفيذ خطة لإعادة تكوين القطيع الوطني، وهي الخطة التي تراهن عليها الحكومة لإعادة التوازن إلى المنظومة الحيوانية وضمان استدامة سلاسل الإنتاج المرتبطة بها، خاصة في ظل تنامي الطلب الداخلي على اللحوم الحمراء ومنتجات الحليب.
وتُعد تربية الماشية من أبرز دعائم الاقتصاد القروي في المغرب، وتشكل مصدر عيش رئيسي لأزيد من 2.4 مليون أسرة، وفق معطيات رسمية. لكن هذا النشاط الحيوي ظل في السنوات الماضية عرضة لتقلبات مناخية حادة، دفعت السلطات إلى إطلاق برامج استثنائية للدعم والتموين، شملت توزيع الأعلاف المركبة وإنشاء نقط مائية في عدد من المناطق.
وفي هذا السياق، أكد الملك محمد السادس على أهمية تأطير عملية الدعم من طرف لجان ميدانية تحت إشراف السلطات المحلية، “لضمان العدالة والفعالية”، كما جاء في البلاغ الصادر عقب الاجتماع الوزاري.
وتندرج هذه التوجيهات ضمن توجه عام تنخرط فيه الدولة المغربية منذ سنوات، لتعزيز صمود الفلاحين الصغار، وتثبيت أسس الأمن الغذائي، خاصة في ظل التحديات المناخية المتكررة التي تواجهها المملكة.