تواجه الصادرات المغربية من “الكليمانتين” نحو روسيا تراجعًا ملحوظًا، ما أدى إلى نقص هذا المنتج في الأسواق الروسية التي اعتادت الاعتماد على الحوامض المغربية خلال موسم الشتاء. وأكدت إيرينا كوزي، ممثلة “اتحاد بيري” الروسي، أن العقوبات السياسية والاضطرابات العالمية ساهمت في توقف هذه الإمدادات، ما أثر سلبًا على توفر الكليمانتين المغربي على رفوف المتاجر الروسية.
وأشارت كوزي في تصريحات لصحيفة البرلمان الروسي إلى أن الكليمانتين المغربي كان يحظى بشعبية واسعة لدى المستهلكين الروس خلال الفترة الممتدة من نوفمبر إلى يناير، التي تشكل نصف الاستهلاك السنوي من الحوامض في البلاد. وأوضحت أن المنتجين من مصر وجنوب إفريقيا وتركيا يسعون لسد الفجوة التي خلفها غياب الحوامض المغربية، إلا أن الارتفاع في تكلفة النقل والتوريد يجعل الأسعار أعلى، مما لا يتناسب مع القدرة الشرائية للمستهلك الروسي.
من جانبها، كشفت ناجية شانوجي، المهندسة الزراعية المغربية، أن هذا التراجع يعود إلى عوامل عدة، منها انخفاض الإنتاج المحلي بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المائة في بعض المناطق نتيجة للتغيرات المناخية وندرة الموارد المائية. كما لفتت إلى أن المنتجين والمصدرين المغاربة فقدوا الثقة في السوق الروسية بسبب مشاكل تتعلق بتأخر المدفوعات وغياب الضمانات اللازمة للحفاظ على جودة المنتجات أثناء النقل.
وفي السياق نفسه، أوضح رياض أوحتيتا، خبير زراعي، أن التحديات اللوجستية وارتفاع تكاليف الشحن إلى روسيا دفعت المصدرين المغاربة إلى تحويل أنظارهم نحو أسواق أوروبية مثل إسبانيا والبرتغال وبريطانيا، التي تعد أقرب جغرافيًا وتتمتع بضمانات تجارية أقوى.
يشير الخبراء إلى أن المغرب يظل أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الحوامض، إلا أن التغيرات المناخية والسياسية على المستوى العالمي تفرض تحديات جديدة قد تؤثر على مستقبل هذه الصادرات، خاصة في ظل تزايد المنافسة من بلدان أخرى كمصر وتركيا.