مع احتدام المنافسة في الانتخابات الجزئية بجماعة العليين، أثار انسحاب مرشحة حزب الأصالة والمعاصرة من السباق الانتخابي تفاعلات متباينة، ما أعاد صياغة معادلات الحملة الانتخابية في هذه الجماعة الصغيرة التي أصبحت محط أنظار الرأي العام السياسي.
واثار انسحاب نجاة امصدر من السباق الانتخابي، الذي أعلن عنه حزب الأصالة والمعاصرة تساؤلات حول أسبابه وتداعياته، خاصة في ظل ما وصفه مراقبون بأنه “استعارة مؤقتة” لوتيرة المنافسة من أجل احتواء أزمة داخلية محتملة.
وتأتي الخطوة بعدما تم تداول شريط فيديو يتضمن معطيات حول توزيع هبات مادية بحضور المرشحة، ما أثار جدلاً حول طبيعة الممارسات الانتخابية في الجماعة، وهو ما نفته قيادة الحزب من خلال مصادر مسؤولة.
وفي هذا الاطار، اوضح محمد لعربي المرابط، الأمين الإقليمي للحزب بعمالة المضيق الفنيدق، أن قرار الانسحاب جاء “احتراماً للتحالف الثلاثي” الذي يربط حزب الأصالة والمعاصرة بحزبي التجمع الوطني للأحرار والاستقلال، مما يعكس محاولة الحزب لتقديم الانسحاب كخطوة استراتيجية للحفاظ على استقرار التحالفات السياسية.
ويطرح الانسحاب تحديات جديدة أمام الأحزاب المنافسة التي قد ترى في هذه الخطوة فرصة لإعادة توجيه استراتيجياتها. فمن جهة، يُعتقد أن حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي ينافس بقوة في الجماعة، قد يستفيد من خروج مرشحة الأصالة والمعاصرة لتعزيز حضوره الانتخابي، مستغلاً أجواء الجدل لتعزيز مصداقيته.
من جهة أخرى، يثير توقيت الانسحاب أسئلة حول مدى تأثير التحالفات السياسية على دينامية الحملات الانتخابية في السياقات المحلية.
ففي حين يعتبر التحالف الثلاثي بين الأصالة والمعاصرة، التجمع الوطني للأحرار، والاستقلال أداة للحفاظ على استقرار المشهد السياسي، فإن مثل هذه القرارات قد تخلق تحديات داخلية تؤثر على انسجامه.
ويرى محللون أن حزب الأصالة والمعاصرة ربما حاول من خلال هذه الخطوة تقليل الخسائر الناجمة عن الجدل المرتبط بالفيديو المثير، مع الحفاظ على مواقفه السياسية بعيدة عن الاستهداف المباشر.
إلا أن ذلك يطرح تساؤلات حول فعالية إدارة الأزمات داخل الحزب، خصوصاً في بيئة انتخابية معقدة حيث يمكن لأي خطأ أن يتحول إلى قضية رأي عام.
ويبقى تأثير انسحاب مرشحة “الأصالة والمعاصرة” مرهوناً بتفاعلات الأيام القادمة، حيث ستحدد كيفية إدارة الأحزاب الأخرى للموقف معالم السباق الانتخابي المتبقي.