انطلقت، اليوم الإثنين، فعاليات الدورة الحادية والعشرين من تمرين “الأسد الإفريقي”، الذي تنظمه القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية بشكل مشترك، وذلك تنفيذاً للتعليمات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
ويُنفذ هذا التمرين السنوي إلى غاية 23 ماي الجاري، بمشاركة عدد من الدول الشقيقة والصديقة، ويُعد من أكبر التمارين العسكرية متعددة الجنسيات في القارة الإفريقية، حيث يشمل مناطق متعددة بالمغرب، من بينها أكادير، طانطان، تزنيت، القنيطرة، بنجرير وتيفنيت.
وشهد مقر قيادة المنطقة الجنوبية بأكادير حفل الافتتاح الرسمي، الذي ترأسه كل من الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان الحرب للمنطقة الجنوبية، واللواء برايان سيدمان، نائب قائد فرقة العمل التابعة للجيش الأمريكي لجنوب أوروبا وإفريقيا، بحضور ممثلين عن الدول المشاركة.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد الفريق محمد بن الوالي أن هذا التمرين يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية وروح التعاون التي تجمع القوات المسلحة الملكية بنظيرتها الأمريكية، مشيراً إلى أن الدورات السابقة ساهمت في تعزيز الكفاءات وتطوير القدرات العملياتية للمشاركين في مجالات متعددة.
من جهته، اعتبر اللواء برايان سيدمان أن تمرين “الأسد الإفريقي” يكتسي أهمية استراتيجية متزايدة، وأن التزام المغرب بتنظيمه سنوياً يُعد دليلاً على متانة التحالف القائم، مشدداً على أن الشراكة المغربية الأمريكية تُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار، إقليمياً ودولياً.
وستشمل النسخة الحالية من التمرين عدة أنشطة عملياتية وتكوينية، من بينها تمارين تكتيكية، وتدريبات في مجال التطهير النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي، إضافة إلى تمرين للتخطيط لفائدة الأطر المشاركة، فضلاً عن مناورات ميدانية مشتركة.
كما تتضمن الدورة برامج موازية ذات طابع إنساني واجتماعي، تسعى إلى تقديم خدمات طبية وتوعوية في بعض المناطق المستهدفة، مما يبرز الطابع الشمولي لهذا التمرين العسكري متعدد الأبعاد.
ويهدف تمرين “الأسد الإفريقي 2025” إلى تقوية قابلية التشغيل المشترك بين القوات المشاركة، وتطوير قدرات التدخل في السياقات المعقدة، بما يُعزز التعاون العسكري الدولي، ويساهم في ترسيخ دعائم السلم والاستقرار في المنطقة.