تستوقف زائر إقليم الحسيمة وكل من يفد إليه الطفرة الكبيرة والدينامية التنموية المتميزة التي شهدها الإقليم في السنوات الأخيرة، وعلى جميع الأصعدة، بفضل مشاريع برنامج التنمية المجالية “الحسيمة منارة المتوسط”.
طرقات معبدة ومنشآت فنية متميزة وبنيات تحتية ثقافية ورياضية وصحية وتربوية واجتماعية عديدة تشمل مختلف المجالات الحضرية والقروية، وخدمات متميزة للقرب لتسهيل ولوج الساكنة للخدمات الأساسية، هكذا تبدو الصورة الآن بإقليم الحسيمة بعد الدينامية المتميزة التي أحدثتها المشاريع الكبرى المهيكلة لبرنامج منارة المتوسط.
هذه الأوراش التنموية الكبرى أحدثت من دون أدنى شك نقلة نوعية على مستوى الإقليم وغيرت بشكل كبير من معالم حاضرة الريف، وساهمت في تعزيز الجاذبية المجالية للحسيمة وموقعها كوجهة سياحية فريدة ومتميزة.
وتعرف معظم أوراش هذا البرنامج التنموي المتميز، التي يفوق عددها 1000 مشروع ورصد لإنجازها غلاف مالي إجمالي يفوق 5ر6 مليار درهم، تقدما مهما في الأشغال حيث انتهت الأشغال ببعضها، بينما تعرف عدد من المشاريع الأخرى وتيرة إنجاز متسارعة.
وتتوزع هذه المشاريع المهيكلة بين مختلف المجالات القروية والحضرية بإقليم الحسيمة في مسعى للحد من التفاوتات الاجتماعية والمجالية الموجودة وتعزيز ودمقرطة الخدمات الاجتماعية وخدمات القرب، وتسهيل ولوج الساكنة للبنيات التحتية الأساسية.
وسيكون لهذه المشاريع المتميزة وقع وأثر كبير على النهوض بالأوضاع السوسيو – اقتصادية للساكنة وتحسين إطار عيشها، على اعتبار أنها تتضمن إنجاز العديد من بنيات الاستقبال المهمة ، كالمسرح الكبير والمعهد الموسيقي والمركز المتوسطي للبحر بالحسيمة والمركز الاستشفائي الإقليمي بآيت يوسف أوعلي والقرية الرياضية بآيت قمرة، والتي تضم ملعبا لكرة القدم ومسبحا وقاعة مغطاة.
بدوره، يحضر البعد المجالي بقوة في هذه الدينامية التنموية، حيث يستهدف برنامج “الحسيمة منارة المتوسط” فك العزلة عن ساكنة العالم القروي عبر إنجاز العديد من المسالك والمحاور الطرقية والمنشآت الفنية، وربط العديد من الدواوير بالماء الصالح للشرب، وتثمين المنتوجات المحلية، واستكمال أوراش التأهيل الحضري لمختلف الجماعات الحضرية والقروية بالإقليم وكذا المراكز الناشئة.
واعتبر الفاعل الجمعوي والسياحي بالحسيمة، أنوار أكوح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عددا مهما من مشاريع برنامج “الحسيمة منارة المتوسط” بدأت تظهر إلى حيز الوجود وتستأثر باهتمام ساكنة الإقليم، مشيرا إلى أن جل المشاريع شهدت تقدما مهما في الأشغال لاسيما المتعلقة بإنعاش السياحة وفك العزلة عن الساكنة القروية وإنجاز المسالك والمحاور الطرقية.
وأبرز أكوح، رئيس جمعية جيود للتنمية المستدامة، أن إقليم الحسيمة أصبح بفضل مشاريع برنامج “منارة المتوسط” إحدى الوجهات السياحية المتميزة على الصعيد الوطني، مشيدا في هذا الصدد بإنجاز عدد من الوحدات الفندقية والسياحية الهامة بالإقليم، سواء التي اكتمل إنجازها أو التي توجد في طور الإنجاز، والتي من شأنها تعزيز العرض السياحي بالإقليم واستقطاب المزيد من السياح المغاربة والأجانب، وخلق العديد من فرص الشغل المباشرة لفائدة شابات وشباب الإقليم.
في سياق متصل، استعرض السيد أكوح عددا من المشاريع التي تستأثر باهتمام ساكنة الحسيمة وزوارها، لاسيما القرية الرياضية بأيت قمرة والتي تضم ملعبا لكرة القدم ومسبحا وقاعة مغطاة، ومشروع إنجاز المتحف البحري والأكواريوم، التي ستسهم في تعزيز الجاذبية المجالية لإقليم الحسيمة وجعله قطبا سياحيا وتنمويا متميزا على الصعيد الوطني.
وبالموازاة مع هذا الزخم التنموي الهام، ألح الفاعل السياحي، في المقابل، على ضرورة مواكبة هذه المشاريع المتميزة بالاستثمار بالشكل الأمثل في العنصر البشري وتوفير تكوينات متنوعة لفائدة شابات وشباب الإقليم لتسهيل اندماجهم في سوق الشغل، فضلا عن تبسيط وتذليل المساطر الإدارية، لاستقطاب المزيد من الاستثمارات وإنعاش اقتصاد الإقليم.
والأكيد أن مشاريع برنامج التنمية المجالية “الحسيمة منارة المتوسط”، أحدثت دينامية متميزة وغير مسبوقة بالإقليم على جميع الأصعدة، ومن شأنها فتح آفاق واعدة ورحبة لشابات وشباب الإقليم للاندماج في محيطهم السوسيو اقتصادي والمساهمة بقسط وافر في تنمية المنطقة.