تسلمت القوات الجوية الملكية المغربية الدفعة الأولى من رادارات “لونغبو” (Longbow)، المخصصة لمروحيات “أباتشي” AH-64E، التي حصلت عليها المملكة حديثًا من الولايات المتحدة، في إطار مساعيها لتعزيز قدراتها الدفاعية وتطوير جاهزيتها العملياتية لمواجهة مختلف التحديات الأمنية.
ويمثل هذا التسليم خطوة إضافية في برنامج التحديث العسكري الذي انخرط فيه المغرب تحت القيادة السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بهدف الرفع من جاهزية القوات المسلحة ومواكبة التطورات التكنولوجية في المجال الدفاعي.
وتتيح هذه الرادارات، التي تعد من بين الأحدث عالميًا، تحسين قدرات الاستطلاع والرصد الجوي، كما تعزز دقة توجيه النيران وتنسيق العمليات في البيئات القتالية المختلفة.
وتؤكد مصادر عسكرية أن إدماج هذه الأنظمة المتطورة ينسجم مع استراتيجية المغرب لتعزيز تفوقه العملياتي وضمان أعلى درجات الفعالية في حماية وحدته الترابية ومجاله الجوي.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في نونبر 2019 عن اقتناء المغرب لهذه المنظومة، فيما أكدت شركة “لوكهيد مارتن” المصنعة أن المملكة حصلت على 18 رادارًا من طراز “لونغبو”، القادر كل منها على مشاركة بيانات ساحة المعركة مع أربع مروحيات أباتشي في آنٍ واحد، مما يمنح القوات الجوية الملكية قدرة استثنائية على إدارة العمليات القتالية في الميدان بشكل منسق وفعال.
ويأتي تسليم هذه الأنظمة بعد أيام فقط من إعلان المغرب تسلمه الدفعة الأولى من مروحيات “أباتشي” خلال مراسم رسمية بالقاعدة الجوية الأولى بسلا، بحضور مسؤولين عسكريين مغاربة وأمريكيين، في خطوة وصفتها الرباط بأنها تمثل “نقلة نوعية” في التعاون الدفاعي بين البلدين.
وتعكس هذه التطورات الأهمية المتزايدة للشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن، حيث أضحى المغرب شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، بالنظر إلى دوره المحوري في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الاستراتيجية.
ويواصل المغرب، الذي يُعد قوة إقليمية ذات تأثير متنامٍ، تنفيذ برنامجه الطموح لتحديث قواته المسلحة، من خلال اقتناء أحدث المعدات العسكرية وتعزيز قدراته الدفاعية، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة بشمال إفريقيا ومنطقة الساحل.