تستمر أزمة كليات الطب في المغرب للشهر العاشر على التوالي، وسط تصاعد التوتر بين طلبة الطب ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. ورغم جهود الوساطة التي تقودها مؤسسة وسيط المملكة لإيجاد حل للنزاع، لم تفضِ الجلسات الحوارية إلى نتائج ملموسة، مع تمسك الطلبة بمواقفهم وتصاعد وتيرة الاحتجاجات.
أفاد مصدر مطلع بأن وزارة التعليم العالي برمجت دورة جديدة للامتحانات، من المقرر أن تبدأ في 21 أكتوبر وتستمر حتى الأسبوع الأول من شهر نونبر. هذه الامتحانات تأتي في أعقاب امتحانات الفصل الثاني التي جرت في 4 أكتوبر الماضي، وسط مقاطعة كبيرة من الطلبة.
في خطوة تصعيدية جديدة، صوّت الطلبة بنسبة 81.4% ضد المقترحات الحكومية التي قدمتها وزارة التعليم عبر مؤسسة الوسيط. واعتبروا أن هذه المقترحات لا ترقى إلى مستوى تطلعاتهم، خصوصًا في ما يتعلق بتقليص مدة الدراسة من 7 إلى 6 سنوات. كما أكد الطلبة، بنسبة 86.9%، على استمرارهم في مقاطعة الدروس والامتحانات حتى تحقيق مطالبهم.
لم تقتصر الاعتصامات والاحتجاجات على الامتحانات فقط، بل انتقلت إلى تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية، آخرها أمام مقر البرلمان في الرباط، حيث شارك الآلاف من الطلبة وأولياء أمورهم في الخامس من أكتوبر 2024. كما شهدت مدن أخرى مثل وجدة والدار البيضاء اعتصامات ليلية شارك فيها المئات من الطلبة.
يأتي هذا التصعيد في ظل عدم استجابة الوزارة لمطالب الطلبة، مما ينذر باستمرار الأزمة لفترة أطول. وبينما تواصل مؤسسة وسيط المملكة جهودها لحل النزاع، يبقى الوضع على ما هو عليه، وسط تمسك الطلبة بمطالبهم ورفضهم لأي حلول لا تلبي توقعاتهم.