أعرب الملياردير الأميركي بيل غيتس عن مخاوفه بشأن التأثير السلبي المتزايد للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال والشباب، معتبرًا أن الإلهاءات التكنولوجية الحالية تحرمهم من فرص تطوير مهارات أساسية ساهمت في نجاحه المهني.
غيتس، الذي أسس شركة “مايكروسوفت”، أشار إلى أن طفولته القائمة على اللعب الحر، قراءة الكتب، والتفكير العميق، مكنته من بناء شخصية قادرة على الابتكار.
لكنه أبدى قلقه من أن الإغراق في التكنولوجيا الحديثة قد يعيق الجيل الحالي عن تحقيق إمكانياته الكاملة.
يشير غيتس إلى أن التحول من طفولة تعتمد على التفاعل الاجتماعي واللعب الحر إلى طفولة ترتكز على استخدام الهواتف الذكية يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة النفسية للشباب.
واستشهد بكتاب “الجيل القلق” لجوناثان هايدت، الذي أكد أن هذا التحول ساهم في ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين المراهقين.
وفقًا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث عام 2024، فإن 95% من المراهقين في الولايات المتحدة يمتلكون هواتف ذكية مقارنة بـ23% فقط في عام 2011.
هذا الاستخدام المكثف للأجهزة أدى إلى تقليص الوقت المخصص للتفاعل الاجتماعي خارج المنزل.
يحذر الخبراء من أن الإشعارات المستمرة من الهواتف الذكية تشتت انتباه الأطفال، مما يجعل من الصعب عليهم التركيز على الدراسة أو حتى قراءة كتاب.
وأوضح زاك راوش، الباحث المساعد في جامعة نيويورك، أن “الهواتف الذكية أصبحت عالمًا كاملاً داخل جيوب الأطفال، مما يضعف قدرتهم على التركيز والانخراط في الأنشطة التقليدية”.
قدم الباحثون، ومنهم راوش وهايدت، توصيات للآباء للتعامل مع هذه الأزمة، منها:
تأجيل استخدام الهواتف الذكية حتى سن 14 عامًا.
منع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل سن 16 عامًا.
حظر استخدام الهواتف الذكية في المدارس لتشجيع التركيز.
تشجيع اللعب الحر واستقلالية الأطفال لتعزيز مهاراتهم الاجتماعية والإبداعية.