السبت 23 نونبر 2024
الوطن24
مع اشتداد المنافسة في سوق التجزئة بالمغرب، شرعت مجموعة “بيم” التركية في تبني استراتيجية لوجستية متقدمة لمواجهة توسع منافستها المصرية “كازيون”.
وتسعى “بيم” إلى تعزيز كفاءة عملياتها وتوسيع نطاق تغطيتها الجغرافية من خلال إنشاء منصات لوجستية حديثة، كان آخرها في مراكش.
وشهد قطاع التجزئة المغربي دخول “كازيون” بنموذج اقتصادي يركز على تقديم أسعار تنافسية ومنتجات تلبي احتياجات شريحة واسعة من المستهلكين، ما شكل تحدياً كبيراً لـ”بيم” التي تمتلك حضوراً قوياً في السوق المغربية.
وقد دفعت هذه المنافسة “بيم” إلى تحسين بنيتها التحتية اللوجستية لتلبية الطلب المتزايد وضمان توفر المنتجات بجودة عالية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المبادلات التجارية بين المغرب وتركيا نمواً مستمراً، حيث تشير بيانات التجارة بين المغرب وتركيا إلى أن الواردات المغربية من تركيا بلغت حوالي 27.8 مليار درهم في عام 2022، بينما بلغت الصادرات المغربية إلى تركيا نحو 10.4 مليار درهم، ما يعكس حجم التبادل التجاري القوي بين البلدين.
أما بالنسبة للتبادل التجاري بين المغرب ومصر، فقد بلغت الواردات المغربية من مصر حوالي 6.2 مليار درهم في عام 2022، بينما سجلت الصادرات المغربية إلى مصر حوالي 2.1 مليار درهم، مما يوضح مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتعتمد “كازيون” على استراتيجية توسعية ترتكز على افتتاح متاجر صغيرة تقدم منتجات بأسعار جذابة.
بالمقابل، تسعى “بيم” إلى الجمع بين تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز علاقاتها مع المصنعين المغاربة.
وقد التزمت “بيم” بزيادة نسبة المنتجات المغربية في علاماتها التجارية بحلول عام 2025، حيث تستهدف أن تصل إلى 80% في المنتجات الغذائية و90% في المنتجات النسيجية، مما يعزز من مساهمتها في الاقتصاد المحلي.
وتشير استثمارات “بيم” الأخيرة في المنصات اللوجستية إلى إدراكها بأن المنافسة لا تقتصر فقط على خفض الأسعار، بل تشمل أيضاً تحسين تجربة العميل وتعزيز كفاءة سلسلة التوريد.
وتهدف هذه الاستثمارات إلى تقليل تكاليف التوزيع، وتسريع الاستجابة لاحتياجات السوق، وضمان إمدادات منتظمة من المنتجات المصنعة محلياً، بما يتماشى مع سياسات الحكومة المغربية لدعم الإنتاج الوطني.
يواجه قطاع التجزئة المغربي تحديات متعددة، وستعتمد قدرة “بيم” على التكيف مع هذه التحديات على مدى سرعتها في تنفيذ استراتيجياتها وابتكار حلول جديدة.
والاكيد، ان هذه القدرات، ستحدد مستقبل “بيم” في المغرب، حيث ستكون السرعة والابتكار العاملين الحاسمين في كسب الجولة القادمة من المنافسة في السوق.
وتتطلع “بيم” من خلال تحسين بنيتها التحتية اللوجستية، إلى تعزيز مكانتها في السوق المغربية وضمان توفر المنتجات بجودة عالية وأسعار تنافسية، مما يعزز من قدرتها على مواجهة المنافسة المتزايدة من “كازيون” وغيرها من اللاعبين في السوق.