شهدت أسعار الدواجن في المغرب انخفاضًا ملحوظًا بعد فترة طويلة من الارتفاع الحاد، خصوصًا بعد عيد الأضحى، حيث استقرت الأسعار حاليًا بين 17 و18 درهم للكيلوغرام الواحد. يُعزى هذا الانخفاض إلى تراجع الطلب وتخفف درجات الحرارة التي أثرت سلبًا على إنتاج الدواجن خلال فصل الصيف. ويتوقع المهنيون استمرار هذا التوجه في الأشهر المقبلة.
رغم هذا الانخفاض الذي شكل ارتياحًا لدى المستهلكين، إلا أن الأضرار كبيرة بالنسبة للمربين. فقد أكد بوبكر، عضو الجمعية المغربية لمربي الدواجن، أن القطاع يواجه تحديات كبيرة تتجاوز مجرد تقلبات الأسعار، معتبراً أن “التكاليف المرتفعة وتوزيعها غير العادل يشكلان عبئاً ثقيلاً على المربين”. وأشار إلى أن سعر الكتاكيت، الذي كان يتراوح سابقًا بين 4 و5 دراهم، وصل الآن إلى 10 دراهم للمربين المرتبطين بعقود مع المزارع الكبرى، و14 درهمًا لمن يعتمدون على السوق السوداء.
وأشار بوبكر إلى أن المربين يتكبدون هذه التكاليف في ظل غياب دعم حكومي حقيقي. بالإضافة إلى ذلك، تزداد معاناتهم بسبب قلة الموارد المائية وارتفاع أسعار المياه، ما يزيد من أعبائهم الاقتصادية. وأوضح أن “تحديات القطاع لا تقتصر على التكاليف فقط، بل تمتد إلى المخاطر الصحية مع انتشار أمراض مثل الطاعون الطيور، ما يزيد من التكاليف المرتبطة بالرعاية الصحية”.
ورغم أن انخفاض الأسعار قد يكون خبرًا سارًا للمستهلكين، إلا أن المربين يرون أن هذا التراجع يأتي على حسابهم. وناشد بوبكر الحكومة والجهات المختصة بضرورة التدخل ودعم القطاع عبر إعادة تقييم منظومة الدعم والحماية لضمان استمرارية الإنتاج وتفادي انهيار القطاع، الذي يعتبر ضروريًا لضمان الأمن الغذائي في البلاد.
يبقى تحدي تحقيق التوازن بين مصالح المستهلكين والمربين مطلبًا أساسيًا لضمان استدامة قطاع الدواجن في المغرب.