شهدت أسواق الجملة للخضر والفواكه في المغرب، وخاصة في الدار البيضاء، تراجعًا ملحوظًا في أسعار الطماطم خلال الأيام الماضية.
حيث انخفض سعر الكيلوغرام الواحد من 8 دراهم إلى 4 دراهم فقط، وذلك بعد أن كانت الأسعار قد ارتفعت بشكل كبير في الأسابيع السابقة.
ووفقًا لمصادر مهنية، فإن هذا الانخفاض المفاجئ في الأسعار يعود بشكل رئيسي إلى تراجع وتيرة التصدير إلى الدول الإفريقية، وخاصة بعد قرارات موريتانيا برفع الرسوم الجمركية على الواردات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من كل عام.
وأكد عبد الكبير معايدن، الكاتب العام لجمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، أن تراجع التصدير أدى إلى زيادة المعروض من الطماطم في السوق المحلية، مما تسبب في انخفاض الأسعار.
أشار معايدن إلى أن قرارات موريتانيا الجمركية أثرت بشكل كبير على صادرات الطماطم المغربية، حيث أصبحت تكلفة التصدير أعلى مما كانت عليه في السابق.
وأضاف أن هذا الوضع أدى إلى تراجع الطلب على الطماطم المغربية في الأسواق الإفريقية، مما دفع التجار إلى بيع الكميات الفائضة في السوق المحلية بأسعار أقل.
وأوضح معايدن أن هذا الانخفاض في الأسعار كبد التجار خسائر كبيرة، خاصة وأنهم كانوا قد اشتروا الطماطم بأسعار مرتفعة قبل أن تنخفض فجأة.
ومع ذلك، أكد أن العرض سيكون كافيًا لتلبية احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان المقبل، مشيرًا إلى أن الأسعار ستظل مستقرة طالما استمر الوضع الحالي.
من جهة أخرى، عبر العديد من المواطنين عن ارتياحهم لانخفاض أسعار الطماطم، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد زيادة في استهلاك هذه المادة.
ومع ذلك، أبدى بعض التجار استياءهم من هذا التراجع المفاجئ في الأسعار، حيث أكدوا أنهم تعرضوا لخسائر كبيرة بسبب شراء الطماطم بأسعار مرتفعة قبل أن تنخفض.
وقال أحد التجار في سوق الجملة بالدار البيضاء: “كنا نتوقع أن تظل الأسعار مرتفعة حتى شهر رمضان، لكن قرارات موريتانيا غيرت كل شيء”.
وأضاف أن العديد من التجار اضطرروا إلى بيع الطماطم بأسعار أقل لتجنب خسائر أكبر.
في ظل هذه التطورات، يتوقع الخبراء أن تظل أسعار الطماطم مستقرة في الفترة القادمة، خاصة مع استمرار تراجع التصدير إلى إفريقيا.
ومع ذلك، فإن أي تغيير في السياسات الجمركية لدول الجوار قد يؤثر مرة أخرى على الأسعار، سواء بالارتفاع أو الانخفاض.
ويبقى السؤال الأكبر حول كيفية تعامل الحكومة المغربية مع هذه التقلبات في أسعار المواد الغذائية الأساسية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها المواطنون.
وفي الوقت الحالي، يستفيد المستهلكون من انخفاض أسعار الطماطم، بينما يبحث التجار عن طرق لتقليل خسائرهم.