تشهد مدينة العيون كبرى حواضر الاقاليم الجنوبية المغربية استعدادات مكثفة تحسبا لزيارة ملكية مرتقبة يقوم بها الملك محمد السادس مطلع شهر نونبر المقبل. تأتي هذه الزيارة بالتزامن مع احتفالات المملكة بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
افادت مصادر خاصة ان السلطات المحلية والمنتخبة بمختلف مستوياتها دخلت منذ ايام في حالة استنفار شامل. شملت الاستعدادات تهيئة الشوارع الكبرى واعادة صباغة الواجهات وتزيين الساحات العمومية بالاعلام الوطنية والانارة الجديدة الى جانب اطلاق عمليات تنظيف واسعة. يعيد هذا المشهد الى الاذهان اجواء الزيارات الملكية السابقة التي شهدتها المدينة.
اكدت المصادر ذاتها ان مصالح ولاية جهة العيون الساقية الحمراء ومجموعة من المؤسسات العمومية تعقد منذ اسبوع اجتماعات متتالية لتنسيق التحضيرات. تدور احاديث عن اجندة ملكية حافلة ستشمل تدشين مشاريع اقتصادية واجتماعية جديدة ابرزها ميناء “فوسبوكراع” المخصص لتصدير الفوسفاط. يتوقع ان يوفر الميناء مئات مناصب الشغل ويشكل احد اهم مخرجات النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
من المتوقع ان تشكل الزيارة الملكية تتويجا للنجاح الدبلوماسي الذي يستعد المغرب لتحقيقه في مجلس الامن. ينتظر ان يصوت المجلس في 30 اكتوبر الجاري على مشروع قرار امريكي يؤكد صراحة ان الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد والواقعي للنزاع حول الصحراء.
يعد هذا التحول في الموقف الدولي الذي يكرس القاعدة المغربية كاطار وحيد للمفاوضات المستقبلية محطة فاصلة في مسار طويل من التراكمات الدبلوماسية التي قادتها الرباط خلال العقدين الاخيرين. يمثل ذلك ترجمة عملية للزخم السياسي الذي بات يحظى به المقترح المغربي في العواصم المؤثرة.
تشير المصادر الى ان محطة العيون قد تكون الاولى في جولة ملكية اوسع تشمل مدينتي السمارة والداخلة. يتوقع خلال هذه الجولة الاعلان عن مشاريع استراتيجية في مجالات النقل والصناعة البحرية والفلاحة المستدامة.

