يواجه العالم تحديًا صحيًا جديدًا مع ظهور مرض غامض في منطقة بانزي الصحية جنوب غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث سجلت السلطات الصحية أكثر من 400 إصابة منذ أواخر أكتوبر، إضافة إلى 31 حالة وفاة مؤكدة.
وتُظهر البيانات أن غالبية الإصابات بين الأطفال دون سن الخامسة، بينما نُقل رجل خمسيني إلى مستشفى في مدينة لوكا الإيطالية بعد تعافيه من المرض، ما يشير إلى إمكانية انتقال العدوى خارج حدود المنطقة.
وذكرت منظمة الصحة العالمية يوم الأحد أن الأعراض المرتبطة بالمرض تشمل الحمى، والصداع، والسعال، وآلام الجسد، مما يجعل تحديد مسبب المرض أكثر تعقيدًا.
وأشارت إلى أن سوء التغذية الذي يعاني منه سكان المنطقة يزيد من خطورة الحالات ويُعقّد تحديد المصدر الأساسي للعدوى.
وتركز التفشي في مقاطعة كوانغو، وهي منطقة نائية تتطلب الوصول إليها نحو 48 ساعة سفرًا من العاصمة كينشاسا بسبب الظروف الجوية وسوء البنية التحتية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الفحوصات الأولية أظهرت ارتباط المرض بأعراض تشبه الالتهاب الرئوي الحاد، والإنفلونزا، والحصبة، وكوفيد-19، والملاريا، مع احتمال أن تكون الملاريا سببًا رئيسيًا أو عاملًا مساهمًا في تفاقم الإصابات.
وأضافت المنظمة أن فرق الاستجابة تعمل على جمع عينات للفحص المخبري، وتوفير العلاجات الطارئة للمرضى، وزيادة التوعية المجتمعية في المناطق المصابة.
ومع ذلك، فإن القدرات التشخيصية المحدودة في المنطقة تعرقل التقدم، وسط تقارير عن حالات وفاة خارج المنشآت الصحية.
ويأتي هذا التفشي وسط قلق متزايد من ظهور أمراض معدية جديدة في مناطق تعاني من ضعف الأنظمة الصحية والبنية التحتية، وهو ما يعيد إلى الأذهان بدايات تفشي أمراض عالمية سابقة.
ويرى خبراء الصحة أن العوامل البيئية والاجتماعية، مثل سوء التغذية والكثافة السكانية، تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم الأوبئة، مما يجعل مراقبة الوضع أمرًا حاسمًا.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الوفيات المسجلة حديثًا مقارنة بالأسبوع الماضي، تحذر منظمة الصحة العالمية من أن عدم تحديد مسبب المرض واستمرار انتشار الإصابات يهددان بتوسع نطاق التفشي إلى مناطق جديدة، مما يستدعي استجابة دولية عاجلة لضمان احتواء الأزمة.