سلّط تقرير أمريكي جديد، نشره موقع “thedefensepost“، أمس الثلاثاء، بعنوان “زعزعة استقرار إفريقيا: الطائرات المسيرة الإيرانية تهديد للمغرب”، الضوء على التحركات الإيرانية بتسنيق مع الجزائر من أجل زعزعة استقرار إفريقيا وتهديد المغرب من خلال تسليح عصابة البوليساريو بالطائرات بدون طيار.
Destabilizing Africa: Iranian Drones Menace Morocco – The Defense Post https://t.co/Jz7msfJvMC
— On Sale Drones (@onsaledrones) June 27, 2023
وكشف الموقع ذاته أنه وعلى مدى عقود، انخرطت جمهورية إيران الإسلامية في مواجهات غير متكافئة مع خصومها الإقليميين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ووسعت نفوذها من خلال دعم مجموعات حرب العصابات الأجنبية بالمعدات العسكرية والتدريب.
وتابع الموقع أنه وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، عملت إيران على توسيع وتعميق نفوذها في منطقة جديدة: إفريقيا، وعلى الأخص منطقة الساحل والمغرب العربي. في بلدان مثل السنغال وجمهورية إفريقيا الوسطى ونيجيريا، مشيرا إلى أن إيران كانت توسع نفوذها في الشرق الأوسط من خلال تسليح الجماعات الشيعية المتمردة وتدريبها، مؤكدا أن إيران بهذه الطريقة، تكتسب موطئ قدم في منطقة استراتيجية غنية بالموارد بالقرب من ممرات الشحن الغربية الحيوية في المحيط الأطلسي.
نقل الطائرات بدون طيار عبر الجزائر
وأضاف موقع “ديفينس بوست” في تقريره، أنه يمكن أن يكون للتخريب الإيراني أكبر عواقب جيوسياسية في منطقة الصحراء في شمال غرب إفريقيا. من خلال دعمها المتزايد للمعارضين الحكوميين وغير الحكوميين للمغرب، مشيرا إلى أن إيران تسعى إلى تقويض حليف غربي قوي يعمل بمثابة حجر الأساس للاستقرار في منطقة مضطربة.
وكشف التقرير أن القلق الأكثر حدة بالنسبة للمغرب هو إمداد جبهة البوليساريو بطائرات مسيرة هجومية إيرانية. مشيرا إلى أن جماعة حرب العصابات (البوليساريو) قادت كفاحًا عسكريًا دام عقودًا لفصل الصحراء عن المغرب، بدعم مستمر من الجزائر، المنافس الإقليمي والمضاد للمغرب وفق ذات التقرير.
وأشار الموقع إلى أن الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، سلّط الضوء مرارًا وتكرارًا على عمليات توريد طائرات بدون طيار عبر الجزائر وحذر من أن المغرب سيرد “بطريقة مناسبة” في حال تم المس بمصالحه وسيادته.
العلاقات بين إيران والجزائر
وفي حديثه عن العلاقات بين إيران والجزائر، قال موقع “ديفينس بوست” إن إيران تربطها علاقات اقتصادية وعسكرية طويلة الأمد مع الجزائر، وقد أقرت طهران ببيعها طائرات عسكرية بدون طيار إلى الجزائر. استكمالًا لهذه الحلقة، يضيف التقرير، تفاخر ما يسمى بوزير الداخلية السابق في جبهة البوليساريو، عمر منصور، العام الماضي بأن المجموعة كانت تتسلم طائرات إيرانية بدون طيار وستنشرها لاستهداف قوات الأمن المغربية.
وأوضح مسؤولون مغاربة كبار بالتفصيل وفق ذات الموقع كيف تستخدم إيران وكيلها اللبناني حزب الله لتوفير التدريب العسكري والدعم لمقاتلي البوليساريو المتمركزين في مخيم تندوف للاجئين في الجزائر. يعود هذا الدعم إلى عام 2017 وقد أثار حفيظة الرباط لفترة طويلة.
وأشار التقرير إلى أنه في ماي 2018، قطع المغرب العلاقات الدبلوماسية مع إيران للمرة الثالثة بسبب دعمها للجبهة، مضيفا أنه ولزيادة الرهان، نشرت إيران مؤخرًا وحدات من الحرس الثوري الإسلامي في الجزائر لزيادة تدريب مقاتلي البوليساريو.
وتحدث مسؤولون مغاربة وفق ذات التقرير، مشيرة إلى أنهم تبادلوا معلومات استخباراتية كشفت كيف قامت الجزائر بتحسين مهابط الطائرات قليلة الاستخدام لعمليات الطائرات بدون طيار. تقع هذه المهابط في مناطق مقفرة بالجزائر بالقرب من الحدود مع المغرب.
كما تتبع المسؤولون المغاربة وفق ذات المصدر شحنات عتاد عسكري عن طريق الجو من إيران إلى دول غير محددة في شمال إفريقيا. وشملت هذه الشحنات، التي تم تسليمها إلى مقاتلي البوليساريو عبر الجزائر، طائرات بدون طيار ومعدات رادار وأنظمة صواريخ باليستية.
الاستقرار الإقليمي
وتناول موقع “ديفينس بوست” كذلك خلال ذات التقرير موضوع الاستقرار الإقليمي بمنطقة شمال إفريقيا والساحل، مشيرا إلى أن دعم إيران المتزايد للجزائر وجبهة البوليساريو لا يهدد المغرب فحسب، بل يهدد أيضًا استقرار المنطقة الأوسع. مؤكدا أنه لطالما كان المغرب حصنًا استراتيجيًا في شمال إفريقيا، وهو بلد إسلامي معتدل يتمتع باقتصاد سريع النمو وعلاقات اقتصادية عميقة مع البلدان الأفريقية الشقيقة.
هذه الأسس الاقتصادية والسياسية يضيف التقرير أنها تدعم ظهور المغرب كحلقة وصل استراتيجية يمكن الاعتماد عليها بين الولايات المتحدة – أوروبا والقارة الأفريقية بأكملها.
وأشار الموقع في تقريره إلى أن الجهود الإيرانية لزعزعة استقرار المغرب تتوافق مع عداء إيران لإسرائيل. خاصة بعدما تحسنت العلاقات المغربية الإسرائيلية بسرعة عبر المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية في أعقاب توقيع اتفاقات أبراهام في عام 2020.
وأضفى الاتفاق بحسب ذات التقرير طابعاً رسمياً على تعاون غير رسمي دام عقوداً بين المغرب وإسرائيل وأكد على مركزية المملكة في السياسة الأمريكية لتعزيز العلاقات مع الحلفاء الاستراتيجيين الرئيسيين في الشرق الأوسط. مضيفا أن حقيقة شمل الاتفاقات لدولتين أفريقيتين (المغرب والسودان) تشير إلى الأهمية الاستراتيجية التي توليها واشنطن للقارة.
وعرّج الموقع المذكور على الاتفاق الأخير بين المملكة العربية السعودية وإيران لتطبيع العلاقات الدبلوماسية، مشيرا إلى أنه قد يخفف الضغط على بعض نقاط الاحتكاك الرئيسية في الشرق الأوسط ، لكن من غير المرجح أن يخفف من الأنشطة التوسعية الإيرانية في إفريقيا.
وأوضح التقرير أنه وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ركزت المناقشات الجيوسياسية لإفريقيا على ما يمكن أو ينبغي أن تفعله الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون لمواجهة الأنشطة الصينية، وبدرجة أقل، الأنشطة الروسية في جميع أنحاء المنطقة.
وأكد التقرير الأمريكي أن سياسة التخريب الإيرانية المتزايدة في إفريقيا – التي أبرزها إدخال طائراتها العسكرية بدون طيار إلى الصحراء – هي التي تتطلب مزيدًا من التدقيق.