أعلنت شركة Baykar التركية، الرائدة في مجال الصناعات الجوية العسكرية، عن إقامة مصنع جديد لإنتاج الطائرات المسيرة القتالية في المغرب، في خطوة تعكس تطور العلاقات الدفاعية بين الرباط وأنقرة، وتعزز موقع المملكة كلاعب محوري في مجال الصناعات العسكرية في المنطقة.
وأكدت الشركة، التي تشتهر بإنتاج طائرات Bayraktar TB2 المسيرة، أن المصنع الجديد يأتي في إطار شراكة استراتيجية تهدف إلى تطوير قدرات التصنيع المحلي، وتقليل الاعتماد على الواردات في مجال الدفاع، مع إمكانية توسيع الإنتاج ليشمل أسواقًا أفريقية أخرى.
يأتي هذا المشروع بعد سلسلة من الاتفاقيات العسكرية بين المغرب وتركيا، حيث سبق للرباط أن استوردت عدة دفعات من طائرات Bayraktar TB2، كان آخرها في غشت 2024.
ورغم عدم الكشف عن العدد الدقيق للوحدات أو القيمة المالية للصفقة، إلا أن مصادر عسكرية أكدت أن هذه الطائرات تلعب دورًا أساسيًا في مراقبة وتأمين الحدود، خصوصًا في منطقة الصحراء المغربية.
وفي سياق متصل، شهد المعرض الجوي الدولي بمراكش في نونبر 2024 حضورًا بارزًا لشركة Baykar، حيث عرضت أحدث تقنياتها في مجال الطائرات المسيرة، مما يعكس اهتمام المغرب بتعزيز ترسانته الدفاعية عبر التكنولوجيا المتطورة.
تُعتبر إقامة مصنع Baykar في المغرب خطوة نوعية ضمن استراتيجية الرباط لتطوير صناعاتها الدفاعية، حيث يهدف المشروع إلى نقل التكنولوجيا العسكرية وتكوين كوادر محلية قادرة على تشغيل وصيانة هذه الأنظمة المتقدمة.
ومن المتوقع أن يتيح المصنع الجديد إمكانية إنتاج وتجميع الطائرات المسيرة، مما قد يُسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز السيادة العسكرية للمغرب، مع احتمال توجيه جزء من الإنتاج نحو التصدير لدول أفريقية أخرى، تماشيًا مع طموح المملكة لتصبح مركزًا إقليميًا للصناعات الدفاعية والتكنولوجية.
بالنسبة لشركة Baykar، فإن هذا المشروع يمثل توسعًا استراتيجيًا في أفريقيا، حيث تسعى الشركة، التي صدّرت طائراتها إلى أكثر من 30 دولة حول العالم، إلى تعزيز حضورها في منطقة شمال وغرب أفريقيا، مستفيدةً من الموقع الجغرافي للمغرب وعلاقاته الدبلوماسية الواسعة.
وتبرز هذه الشراكة كجزء من توجه عالمي متزايد نحو الاعتماد على الطائرات المسيرة في العمليات العسكرية الحديثة، نظرًا لقدرتها على تنفيذ هجمات دقيقة بتكلفة منخفضة، فضلًا عن دورها الفعّال في المراقبة والاستطلاع وحماية المنشآت الحيوية.