وطن 24 – متابعة
تستعد مجموعة “دي بي وورلد” الإماراتية لإطلاق خط بحري جديد يربط الموانئ الوطنية بكل من المملكة المتحدة وأوروبا الشمالية ابتداء من شهر نونبر المقبل، في مبادرة تروم تسريع وتيرة تصدير المنتجات الفلاحية المغربية وتعزيز حضورها في الأسواق الدولية.
وسيؤمن الخط الجديد، الذي يحمل اسم “أطلس”، خدمة مباشرة بين ميناءي أكادير والدار البيضاء من جهة، وميناء “لندن غيتواي” بالمملكة المتحدة وميناء “أنتويرب غيتواي” ببلجيكا من جهة ثانية.
ومن المنتظر أن يمكن هذا الربط من تقليص آجال الشحن بحوالي يومين مقارنة بالمسارات البرية المعتادة عبر إسبانيا وفرنسا، وهو ما يمنح تنافسية إضافية للعرض المغربي.
وسيتم تشغيل سفينتين مخصصتين لهذا الخط، مجهزتين بحاويات مبردة من الجيل الجديد، قادرة على نقل مختلف المنتجات الطازجة والحساسة زمنيا مثل الطماطم والتوت والحوامض.
وتراهن الشركة على نقل ما يصل إلى 150 ألف طن سنويا من المنتجات الفلاحية المغربية عبر البحر، وهو ما من شأنه تقوية قدرة المملكة على ولوج أسواق أوروبا الشمالية والمملكة المتحدة بشكل منتظم.
ويأتي هذا المشروع استجابة لانشغالات الفاعلين الفلاحيين واللوجستيين الذين عبروا مرارا عن صعوبات في ضمان سلاسة النقل البري نتيجة الازدحام في الطرق أو التأخير عند المعابر الحدودية الأوروبية.
ويوفر الخط البحري الجديد بديلا آمنا ومستقرا، ويقلل من المخاطر المرتبطة بالاضطرابات التي قد تعرقل تدفق المنتجات في ذروة المواسم.
فضلا عن ذلك، يشكل البعد البيئي أحد أعمدة المشروع. فاعتماد النقل البحري سيمكن، حسب تقديرات الشركة، من تقليص الانبعاثات الغازية بنسبة 70 في المئة، أي ما يعادل 250 كيلوغراما من ثاني أكسيد الكربون عن كل طن من البضائع المنقولة، وهو عنصر يتماشى مع التوجهات الأوروبية الرامية إلى تعزيز استدامة سلاسل الإمداد.
وسيتم تدشين خط “أطلس” في حفل رسمي بمدينة أكادير يوم 18 شتنبر، بحضور مسؤولين حكوميين مغاربة وممثلي الشركة الإماراتية وشركاء أوروبيين، على أن تنطلق الخدمة الفعلية في نونبر 2025.
وتعكس هذه المبادرة الموقع المتقدم للمملكة كمصدر رئيسي للمنتجات الفلاحية نحو أوروبا. فالمغرب يصدّر سنويا ملايين الأطنان من الخضر والفواكه، وتشكل الطماطم المغربية نسبة بارزة من الواردات البريطانية.
كما أن الاتفاقية التجارية بين الرباط ولندن، الموقعة عقب “بريكاست”، وفرت إطارا قانونيا محفزا عزز مكانة العرض المغربي في السوق البريطانية.
أما بالنسبة لـ”دي بي وورلد”، فإن هذا المشروع يندرج في إطار استراتيجيتها لتعزيز حلول النقل البحري المتكامل، مع الاعتماد على منصتها الرقمية كارغوس لتتبع العمليات وضمان الشفافية.
وتؤكد المجموعة أن هدفها يتمثل في إرساء سلاسل إمداد أكثر ذكاء ومرونة، تستجيب للتحولات الجارية في التجارة العالمية.
ويرى فاعلون اقتصاديون أن الخط الجديد سيمنح الموانئ الوطنية رافعة إضافية للرفع من تنافسيتها، وسيساعد المملكة على تقليص اعتمادها على المسارات البرية التقليدية، ما يكرس موقعها كبوابة أساسية لتزويد الأسواق الأوروبية بالمنتجات الطازجة.
وبينما يتهيأ الفلاحون والمصدرون لموسم فلاحي جديد، يفتح خط “أطلس” آفاقا واعدة أمام الصادرات المغربية، في سياق عالمي تتزايد فيه الحاجة إلى الأمن الغذائي وإلى حلول نقل تحترم البيئة وتدعم السيادة الغذائية للمملكة.

