لا نقصد بوصف زيان بالنسناس أنه كالقرد الذي ينط من مكان إلى مكان، ولكن المقصود هنا هو ذلك المخلوق الخرافي الغريب، الذي لا يتوفر على رأس، ويوجد وجهه في مكان غير رأسه، ويتنقل قافزا على رجل واحدة، وقد ذكره بهذا الاسم الحديث الشريف الذي رواه ابوهريرة: “ذهب الناس وبقي النسناس”. كما تحدث عنه أبو بكر الرازي في كتابه ” مختار الصحاح”، وورد ذكره في العديد من الكتب والمستندات.
- Advertisement -
والحقيقة أن النسناس زيان ضاقت عليه الأرض بما رحبت، فارتمى إلى أحضان صحيفة اسبانية معادية لمصالح المملكة المغربية، ليروي لها أكاذيبه وفبركاته الصادرة عن لسانه الطويل، علما ان هذه الصحيفة اعتادت البحث عن الأخبار السامة والمضللة حيث ما وجدت حول المغرب.
ولم يستح المتعفن زيان بأن يجعل موضوع حديثه هو الملك محمد السادس، لا لشئ إلا لأنه استعطفه بواسطة فيديو متاح للجميع، ثم بواسطة رسالة وجهها للديوان الملكي عبر وسطاء سامين، ولما لم يتلق جوابا حول أمور معروضة على القضاء، قرر أن ينفث سمومه وسعاره في اتجاه القصر الملكي.
- Advertisement -
ومن الأباطيل التي صرح بها النسناس لهذه الصحيفة البليدة ان المغرب يعيش تحت وطأة القلق بسبب غياب الملك عن البلاد، ووصلت به الجراة والوقاحة كي يدعي ان دولا أجنبية تتدخل حاليا في الشؤون الداخلية لمملكتنا بسبب غياب الملك.
ومن سوء صدف النسناس زيان وجريدته المارقة، ان الحوار التافه تم نشره تزامنا مع ترأس الملك، بضريح حسان، للحفل الديني، إحياء لليلة المولد النبوي الشريف، في طقوس مليئة بالخشوع والتجلي والأنشطة الموازية، التي ظهر فيها جلالته وهو يتمتع بصحة جيدة ضدا على ادعاءات الكائدين، وقد تليت على مسامعه الآيات القرآنية، وأنشدت الأمداح النبوية، وسلم فيها الجوائز التنويهية لمستحقيها، وتقدم بين يديه علماء ومفكرون وأدباء وفنانون، فاستفسرهم باهتمام كبير عن احوالهم واعمالهم وفنونهم تحت أنظار جميع المتتبعين والحاضرين.
- Advertisement -
إن الذي يغيض محمد زيان ليس هو غياب أو حضور الملك، ولكن هو حرمانه في العهد الجديد، من العادات الخبيثة التي كان إدريس البصري ورضا اكديرة يغضان عنها الطرف في عهد سابق، ولعل زيان يتمنى فيما يتمنى، أن لو ألحقه الله بهما وبمسؤولي ذاك العهد، بعد وقت قصير من وفاتهم رحمهم الله جميعا.
- رجل يجرؤ على تصريحات اكثر خطورة مما أدخل به الأموي السجن:
نعم ان ما جعل النسناس زيان يحتل موقعه وسط الدولة ويسمونه حينها “محامي الحكومة”، هو أنه دبر مؤامرة خفية ضد المناضل الكبير محمد نوبير الاموي في ابريل 1992، كي ينال من وراءها اموالا وتعويضات ضخمة، فأوجس إلى إدريس البصري، الوزير القوي حينها، بأن يتم توقيف ومحاكمة الأموي بسبب تصريحات تبدو بسيطة جدا أدلى بها الراحل لصحيفة “الباييس” الإسبانية، واتهم فيها الحكومة بقهر المواطنين ونهب أموالهم.
وقد سبق لزيان نفسه أن أفضى لبعضهم بأنه هو من وسوس في أذن ادريس البصري كي يزج بالأموي السجن، وبأن المستشار الملكي حينها رضا اكديرة اتصل به وقال له ما معناه “شوف ازيان،هاذ شي اللي كتقول راه بصاح، وبلغناه لجلالة الملك، وطلب منا نطلبو من الأموي يعطينا الحجج حول اتهاماته للحكومة”.
ألا يخجل زيان اليوم من ماضيه، وهو الذي يجوب الشارع العام بتصريحاته المتهمة للجميع، السلطة والأمن والقضاء وحتى المواطنين دون ان يزج به في السجن؟ ماذا لو قام أحدهم اليوم باتهامه بالتطاول على رموز المملكة بالأكاذيب يمينا ويسارا؟.
- رجل شتم الجميع وتنكر لكل من رعاه ولم يبق له سوى ان يشتم نفسه:
نعم لقد تنكر النسناس لصهره أحمد رضا كديره، وتنكر لراعيه وصانعه إدريس البصري فتم إبعاده عن الدوائر الحكومية، وقدم استقالته -خانعا- من منصب وزير لحقوق الإنسان، لكنه تنكر ايضا لشركائه الذين قاسموه مشاريع وصفقات كثيرة، ومنهم ذاك الطبيب الذي سلم له فيلته فحولها زيان الى علبة ليلية للخمر “لونج ليلي”، ولم يؤذ له استحقاقاته. كما سطا على شقة يملكها مواطن مهاجر في الخارج، وترامى على مكتب للحبوس في وسط الرباط. والاخجل من ذلك أنه تورط في علاقة مع زبونة متزوجة بعد أن أغراها واشترى لها سيارة صغيرة. واللائحة يصعب حصرها.
فماذا بقي للنسناس سوى الثورة على نفسه، وشتم وجهه المذموم، وتاريخه الحافل بالظلم والتزوير، كما فعل قديما الحطيئة حين ذم وجهه ببيته الشهير:
ارى لي وجها قبح الله خلقه
فقبح من وجه وقبح حامله.
- رجل تخلى عن انسانيته ودينه الأصلي بسبب راهب اغتصبه في الكنيسة وهو صغير..
اذا كان العالم النفسي فرويد يقول إن الطفل أب للرجل، لأن الإنسان يشيب على ما شاب عليه، ولانه يظل في كبره حاملا لآلام وجراحات الصغر، فإن زيان يحمل خلفه آثار جرح عميق بسبب حادث تعرض له في الخمسينات من القرن الماضي، وهو لايزال طفلا يعمل في إحدى الكنائس الكاثوليكية في مالاكا باسبانيا، حين وجد نفسه بين أيادي وأظافر غير رحيمة لأحد الرهبان من ذوي الشذوذ الجنسي،فمارس على الطفل زيان شذوذه دون إحساس بالذنب.
وقد اعترف ألفونسو كاپاروس، احد ضحايا ذات الرهبان، في يونيو 2020 ، وكان حينها قد بلغ 76 شنة من عمره، بالجرائم الجنسية التي ارتكبها الرهبان على الأطفال الصغار، ونشرت اعترافاته كاملة في جريدة “الباييس”، وقال حينها إن شيخوخته تحرجه، وضميره يؤنبه.
ولو حذا زيان حذوه واعترف بماضيه وخطاياه في هذا السن المتأخر من عمره، لساعد نفسه على الخلاص والتخلص من الأمراض النفسية والعتابات الداخلية التي تؤرقه ربما، والتي قد تكون هي السبب وراء ما يكنه للناس وللمؤسسات من حقد وضغينة وكراهية شاذة.
فمؤخرة زيان التي كانت ضحية للراهب في صغره، لم تكن كذلك في شيخوخته، حينما جالت العالم، وتداولتها فيديوات وسائل التواصل الاجتماعي وهو يأمر سيدة متزوجة، “فارة حاليا من العدالة”، في غرفة أحد الفنادق، بأن تنحني تحت تجاعيد مؤخرته واردافه، لكي تمسحها بقوة، وكأنه بذلك يسعى ليمسح عن مفرقه الآثار اللعينة للراهب الاسباني، إلا انه تحول إلى صاحب اشهر مؤخرة في العالم.
- سنتهي بك الأيام احمقا وأخرق تشتم كل من قابلته في طريقك
إن زيان الذي بكا كثيرا داخل أحد مراكز الشرطة بسبب ما تعرض له بعد سجن إبنه، كما أنه بكى كثيرا بحضور أحد أصدقائه، وكان في وضع لم يسمح له بالتحكم في توازنه العقلي،فقفز من مكانه، وعوض البكاء بالوعيد والتهديد بالانتقام من القريب والبعيد، وهو ما يؤكد انه لا يمتلك قدراته العقلية كاملة بسبب ما يخفيه من ضعف نفسي ويظهره من قوة وجبروت.
ولعل الكثير ممن رافقه في أزمته يشهد بأن الشخص يتحول من قطة تموء في مراكز الشرطة، وهو يتحدث الى أحد عناصر الأمن، إلى خنزير شرس يخنخن ويصرخ امام الصحافيين وفي الشارع العام، وهذا ما يشير أيضا الى علامات واضحة لانفصام خطير في الشخصية.
وكيف لا وهو الذي يواجه مشاكل كثيرة بسبب انحرافاته القانونية التي تسببت في إفراغه من مكتب تابع للحبوس كان يستغله ضدا عن القوانين والمساطر؟ وكيف لا وهو الموقوف عن عمله من طرف هيأة زملائه بسبب عدم احترامه لضوابط مهنة المحاماة؟ وكيف لا وقد فقد الزعامة في الحزب المغربي الليبرالي الذي قاده الى الهزائم المتتالية وأغرقه في الديون، ولعله متهم بتحويل امواله الى جيبه بالرغم من انها اموال عمومية؟ وكيف لا وابنه عوض ان يسلك طريق البر والفضيلة، سار على خطى أبيه في الاحتيال على المجتمع، فزج به في السجن جزاء على ما جنت يداه من تزوير للكمامات في زمن الجائحة، التي تحلى فيها المغاربة بالتضامن والتآزر، فإذا بابن زيان، شانه في ذلك شأن تجار الحروب، ينقض على فرصة بغية الاغتناء؟
– اعوذبالله ملك الناس…من شر الوسواس الخناس.
إن القلب الأسود للنسناس زيان لم يتحمل أن يرى وطنه ينعم بنعم الاستقرار وملكية موحدة وحاضرة على الدوام، فانضم الى أعدائها الحاسدين لنعمها والحاقدين علىأمنها، وانبرى يلعن ويسب ويزرع آثامه واتهاماته البغيضة.
فمن قال لك أيها المدعي أن الملك غير موجود في وطنه؟ هل أخبرتك شياطينك بما ليس لك به علم ام ماذا؟ الملك ايها الكاذب كان دائما متواجدا وحاضرا وفاعلا بشتى السبل، وعبر مختلف الأنشطة التي ظهر فيها طيلة المناسبات التي صادفت موسم الصيف، رغم أن شهري يوليوز وغشت تتخللهما عادة عطل العاملين والمسؤولين، فأين لمست غيابه حتى تصدر أحكامك العمياء؟
الم يكن الملك حاضرا في عيد العرش وعيد الفطر وذكرى ثورة الملك والشعب وذكرى عيد المولد النبوي الشريف؟ ألم يتكلم مع شعبه في خطابي العرش وذكرى ثورة الملك والشعب؟ الم يوجه التعليمات لحكومة أخنوش كي يتم تطبيقها باستعجال؟ الم يترأس مجلسا هاما للوزراء؟ الم يتتبع حضوريا الوضع المالي والاقتصادي لمملكته من خلال استقباله لوالي بنك المغرب واستماعه الى التقرير؟ ألا يسهر على سير الأمور بشكل شبه يومي، ويتلقى التقارير التي ترفع إليه من المجالس والمؤسسات ؟ الم تسمع أنت عن تعليماته، ولم تخبرك النشرات والصحف والمواقع عن برقياته إلى ملوك ورؤساء الدول في كل المناسبات التي صمت آذانك على سماعها؟ الم يعزي المكلومين في ضحايا حافلة خريبكة وعائلة أهل الفكر والفن في وفاة من فقدنا في هذا الوطن العزيز؟ فكيف تتحدث عن غياب في الممارسة والتوجيه والتتتبع؟
إن الملك، ايها المتجاهل عمدا، رمز موحد للامة وهو الراعي لشعبه، وهو حاضر، اردت ام كرهت، في كل شبر من تراب الامة طولا وعرضا، وهو حاضر رغم حقدك في كل قلوب المغاربة الأوفياء للوطن.
فارقص ما شاء لك ترقص على ايقاعات جوقة الحاقدين والغاضبين والأوغاد، نعم ارقص فوق جفنة صدئة، أو على نغمات “الوحدة ونص” كما اعتادت بعض محترفات الروتين اليومي أن تفعلن على قنواتهن في اليوتوب او التك توك بغية تحصيا نقود الأدسنس.