أعلن طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في المغرب تعليق جميع خطواتهم الاحتجاجية، بما في ذلك الندوات الصحفية والوقفات والاعتصامات، وذلك استجابة لمخرجات لقاء جمعهم بوسيط المملكة، أمس الجمعة، لمناقشة مستجدات ملفهم المطلبي المتعلق بإصلاحات التكوين الطبي. ويأتي هذا القرار في ظل جهود الوساطة التي بادر بها وسيط المملكة، والتي وصفتها اللجنة الوطنية لطلبة الطب بـ”الإيجابية”، مؤكدة أنها خطوة تعزز فرص الوصول إلى حل نهائي يلبي تطلعات الطلبة.
وكان هذا الاجتماع الأول من نوعه بين اللجنة ووسيط المملكة بعد التغييرات الأخيرة التي شهدتها وزارة التعليم العالي، حيث جرى تعيين عز الدين الميداوي خلفاً لعبد اللطيف ميراوي. وناقش الاجتماع النقاط العالقة التي أدت إلى استمرار الاحتقان بين الطلبة والوزارة، ما دفعهم إلى سلسلة من الاحتجاجات دامت قرابة 11 شهرًا، بدأت بمقاطعة الدروس والامتحانات، وتوجت بتظاهرات أمام البرلمان.
وأكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، في بيان لها، أنها ملتزمة بالمشاركة “الجدية والمسؤولة” في جميع مراحل الحوار، معلنة أنها ستوقف جميع أشكال الاحتجاج مؤقتاً لإتاحة المجال لمواصلة النقاشات الموسعة. وأضافت أن النقاشات مع وزارة التعليم العالي ستستمر، وأن اللجنة ستعود للتواصل مع الطلبة فور التوصل بعرض شامل يراعي مطالبهم.
ويتضمن مقترح الوزارة الأخير تطبيق هيكل بيداغوجي جديد يُعرف بنظام (4+2) على الدفعات الجديدة فقط، بينما تستمر الدفعات الحالية بنظام تكوين مدته ست سنوات مع سنة تدريب استشفائي تطوعي. كما يشمل المقترح مراجعة نظام النقاط المعتمد وإلغاء نقطة الصفر، إلى جانب تحسين الظروف المادية للطلبة بتعويضات إضافية عن المهام.
هذا التحرك من قبل وسيط المملكة يأتي في سياق جهود الحكومة لاحتواء الأزمة بعد تصاعد الاحتجاجات وتزايد التوترات في الكليات الطبية. ويترقب الطلبة النتائج النهائية للحوار في الأيام المقبلة، آملين في الوصول إلى توافق يعالج جميع النقاط الخلافية وينهي هذه الأزمة التي أثرت على سير العملية التعليمية.