دعا كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة المكلف بالتجارة الخارجية عمر حجيرة، إلى توسيع المبادلات التجارية بين المغرب والبلدان الآسيوية، وفي مقدمتها الهند، مؤكدا على أهمية استكشاف شراكات جديدة قائمة على المنفعة المتبادلة وشراكة موجهة نحو المستقبل.
وأكد حجيرة، في كلمة ألقاها خلال المنتدى الاقتصادي حول “فرص الأعمال في الهند وغرب آسيا”، أن العلاقات المغربية الهندية شهدت نموا متسارعا منذ الزيارة الملكية للهند سنة 2015، والتي شكلت محطة مفصلية في ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأوضح المسؤول المغربي أن المملكة تسعى إلى الارتقاء بالمبادلات التجارية مع الهند لتصبح أكثر توازنا وتنوعا، خصوصا في مجالات استراتيجية مثل الفلاحة، الصناعات الغذائية، الصناعات الدوائية، الطاقات المتجددة، الصناعات الكيماوية والباراكيماوية، إضافة إلى النقل واللوجستيك.
وأشار إلى أن المغرب يمثل جسرا للهند نحو أسواق أفريقيا وأوروبا، مما يعزز التعاون جنوب–جنوب ويخدم أهداف التنمية المستدامة.
كما أشاد بافتتاح مصنع “تاتا أدفنسد سيستمز المغرب” ببرشيد، المتخصص في إنتاج المركبات المدرعة القتالية، باعتباره أول وحدة صناعية دفاعية هندية خارج البلاد، معتبرا ذلك تجسيدا لمستوى الثقة بين الجانبين.
وأضاف أن هذه الزيارة الرسمية، التي تضم وفدا رفيع المستوى من رجال الأعمال المغاربة، تأتي تنفيذا للتوجيهات الملكية المتعلقة بالانفتاح على الأسواق الآسيوية، وضمن البرنامج الحكومي الجديد للتجارة الخارجية 2025-2027، الذي يضع الهند كوجهة أولوية.
وعلى المستوى الدولي، شدد حجيرة على أن المغرب بقيادة الملك محمد السادس اعتمد دائما مقاربة تقوم على شراكة رابح-رابح، مما جعل المملكة منصة إقليمية رئيسية للتجارة والاستثمار، مذكرا بأن المبادلات التجارية مع العالم العربي تضاعفت خلال خمس سنوات، لتنتقل من 4 مليارات دولار سنة 2020 إلى أكثر من 8 مليارات دولار سنة 2024.
كما أبرز أن المغرب يستفيد من شبكة واسعة تضم 12 اتفاقية للتبادل الحر تغطي أسواقا تضم نحو 3 مليارات مستهلك، وهو ما يعزز موقعه كفاعل اقتصادي دولي في مجالات مثل صناعة السيارات والفوسفاط وأجزاء الطائرات والنسيج والمنتجات الفلاحية والبحرية.
من جانبه، أكد السفير المغربي في نيودلهي محمد مالكي، عميد السلك الدبلوماسي العربي بالهند، أن المنتدى يمثل منصة لتعزيز فرص الأعمال بين الهند والدول العربية، مشيرا إلى أن المنتدى العربي الهندي المزمع تنظيمه قريبا سيمنح آفاقا أوسع لتقوية التعاون الاقتصادي.
وعرف المنتدى مشاركة واسعة من سفراء ودبلوماسيين ومسؤولين وفاعلين اقتصاديين من الهند والعالم العربي، إلى جانب مراكز تفكير ووسائل إعلام، لبحث فرص الاستثمار وتوسيع الشراكات.
