بعد عامين من التحديات، عاد مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، ليصبح ثاني أغنى رجل في العالم بثروة تقدر بـ206 مليارات دولار. لقد كان هذا التحول ملحوظًا، حيث تمكن زوكربيرغ من تجاوز جيف بيزوس، مؤسس أمازون، لأول مرة. يعد هذا الإنجاز بمثابة انتعاشة مثيرة للنظر بعد أن عانى زوكربيرغ من خسائر كبيرة في عام 2022، حيث انخفضت ثروته بنسبة 75%، وهو ما جعل الكثيرين يتوقعون نهاية مشواره الناجح.
في بداية عام 2024، انطلقت ثروة زوكربيرغ في مسار تصاعدي، حيث سجلت زيادة ملحوظة بلغت 78 مليار دولار، مما جعله يعود للصدارة في قائمة أغنياء العالم. ومع ذلك، تأتي هذه القفزة في الثروة بعد عام صعب لشركته. إذ واجهت ميتا مجموعة من التحديات، بدءًا من قيود جمع البيانات التي فرضتها أبل إلى تراجع عدد المستخدمين، بالإضافة إلى العثرات المكلفة في مجال الميتافيرس.
التحول من “الهاوية” إلى “عام الكفاءة”
لإعادة الأمور إلى نصابها، أطلق زوكربيرغ على عام 2023 لقب “عام الكفاءة”. شملت استراتيجياته تقليص عدد الموظفين بنسبة 25%، مما أثر بشكل إيجابي على الأرباح، حيث عادت ميتا لتسجل أرباحًا تفوق التوقعات بانتظام. وقد انعكس ذلك في تحقيق مبيعات ربع سنوية زادت بنسبة 22%، وهو ما يعد سابقة في تاريخ الشركة.
تجدر الإشارة إلى أن الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي ساهم في تعزيز إيرادات ميتا. استثمرت الشركة بشكل كبير في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، مما ساعد في تحسين التجربة الإعلانية وتعزيز المبيعات. لكن هناك تساؤلات حول اعتماد الشركة المتزايد على المعلنين الصينيين، مثل تيمو وشين، الذين يشكلون حوالي 10% من إيرادات ميتا، مما يثير المخاوف بشأن استدامة هذه الاستراتيجية على المدى الطويل.