قال غراهام ليون، الرئيس التنفيذي لشركة “ساوند إنرجي” البريطانية، التي تعد إحدى أهم الشركات في التنقيب عن الغاز المغربي ، إن هذا الأخير سيضمن ثروة للمغرب من خلال الحصة التي يمتلكها المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن البالغة 25%، زيادة عن المزايا الإضافية للعمالة والاستثمار وتعزيز المداخيل، و لم يعد يقتصر دوره على تأمين الطاقة للبلاد فقط.
- Advertisement -
وأكد غراهام ليون، في حواره مع مجلة “بتروليوم إيكونوميست” (Petroleum Economist، أن اكتشافات الغاز التي حققتها شركة “ساوند إنرجي”، تقع على بُعد 120 كيلومترًا من خط أنابيب المغرب العربي وأوربا، ويمكن تطويرها وربطها لتوفير الغاز لإعادة تشغيل هذه المحطات.
ووصف المتحدث ذاته، اكتشافات الغاز الخاصة بشركة “ساوند إنرجي” بأنها تغيير حقيقي لقواعد اللعبة في المغرب، مشيرا إلى أن المملكة تواصل المضي قدمًا في خططها لتحول الطاقة؛ إذ تحظى الطاقة المتجددة بقدر كبير من الاهتمام، لكن ما زالت تعتمد على الكهرباء العاملة بالفحم؛ لذا يُعَد الغاز الخيار الأفضل وعنصرًا رئيسًا لتلبية احتياجات البلاد.
- Advertisement -
واستطرد موضحًا: “يمكن لتطوير حقل تندرارة أن يؤدي دورًا كبيرًا في تحقيق طموحات المغرب””.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “ساوند إنرجي”، إن اكتشاف الغاز البري يفسح المجال لتنفيذ عمليات تطوير على مراحل تستهدف أسواقًا مختلفة.
- Advertisement -
وتابع: “هناك مشروعان قيد التنفيذ؛ أولهما مشروع الغاز المسال الصغير لتزويد الأسواق الصناعية الكبرى بالغاز، والمشروع الثاني يتعلق بتطوير خط الأنابيب الذي يوفر الغاز لأسواق الكهرباء، وفي انتظار اتخاذ قرار استثماري نهائي”.
وقال إن المشروع يحظى بدعم من مجموعة التجاري وفا بنك لتمويل الديون، وتعمل الشركة على تحديد مصادر التمويل المتبقية، ومن المقرر اتخاذ قرار استثماري نهائي في 2023.
وتخضع اتفاقيات بيع الغاز المتعاقد عليه مع شركة “ساوند إنرجي” لشروط شراء بضمان الحد الأدنى لمدة 10 سنوات.
(ويلزم اتفاق الشراء بضمان الحد الأدنى المشتري في عقد البيع إما بشراء الحد الأدنى من المنتجات واستلامها وإما دفع غرامة للبائع في حالة مواجهة أي عجز.
وستوفر الشركة نحو 100 مليون متر مكعب سنويًا من الغاز المسال إلى الأسواق الصناعية.
ويُعَد مشروع الغاز المسال الصغير أول مشروع ممول بالكامل لشركة ساوند إنرجي؛ حيث أكد غراهام ليون أن عمليات التطوير تسير على قدم وساق، وتستهدف بيع الغاز المسال بدءًا من الربع الأول من عام 2024.
كما أوضح أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب سيشتري 300 مليون متر مكعب سنويًا بموجب عقد آخر مدته 10 سنوات.
وردًا على سؤال يتعلق باحتمال إجراء المزيد من الاكتشافات في حقلي تندرارة الكبير وأنوال، أجاب ليون بأن الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية أكدت وجود إمكانات كبيرة بالتراخيص الاستكشافية.
وهناك توقعات بوجود أكثر من 20 تريليون قدم مكعبة، وبعضها يتضمن موارد غاز مكتشفة لمشغلين سابقين، وليست جزءًا من حقل تندرارة هورست.
وقال إنه في وقت تلك الاكتشافات، لم يلتفت أحد إلى فرص تطويرها، مثلما تخطط “ساوند إنرجي” من خلال مشروع الغاز المسال الصغير أو الربط بخط أنابيب المغرب العربي وأوربا، وظلت غير مستغلة.
ويرى ليون أن خط الأنابيب يفتح المجال أمام البنية التحتية في المنطقة لتسريع تطوير أي اكتشاف تجاري؛ ومن ثم تمهيد الطريق لمزيد من أنشطة التنقيب والاستكشاف في شرق البلاد.
وأشار إلى أن التراخيص في سيدي مختار أقل نضجًا، وتتطلب تقييمًا جيوفيزيائيًا قبل تحديد حجم الموارد.