شهد قطاع السياحة في المغرب تراجعًا ملحوظًا في حركة المصطافين هذا الصيف، مما أثر بشكل كبير على النشاط الاقتصادي في المدن الساحلية. وبينما كانت أكادير من أبرز الوجهات السياحية التي اعتاد الزوار على ارتيادها خلال المواسم الصيفية السابقة، إلا أن المدينة لم تتمكن حتى بداية شهر أغسطس الجاري من تحقيق ذروتها السياحية.
أفاد عدد من الفاعلين في القطاع بأن هناك تراجعًا واضحًا في تدفق السياح، سواء من المغاربة أو الأجانب، إلى المدن الساحلية. وفي هذا الصدد، أكد عبد الغني بوعيشي، نائب رئيس جماعة أكادير المكلف بالبيئة وجودة الحياة، أن إقبال السياح هذا الصيف كان دون المستوى المتوقع. وأشار بوعيشي إلى أن غلاء الأسعار يعتبر السبب الرئيسي وراء هذا التراجع، حيث يتجاوز متوسط تكلفة الإقامة في فندق لعائلة مكونة من أربعة أفراد 3000 درهم يوميًا، بينما يصل سعر إيجار منزل إلى حوالي 1000 درهم يوميًا.
وأضاف بوعيشي أن السياح المغاربة يفضلون قضاء عطلاتهم في وجهات خارجية، مثل جنوب إسبانيا، حيث تكون الأسعار أكثر ملاءمة، مع إمكانية الاستفادة من العروض والتخفيضات التي تتوفر في الأسواق الأوروبية خلال شهر أغسطس. ولفت إلى أن الأسعار في المغرب، على العكس من ذلك، تشهد ارتفاعًا مستمرًا، مما يثني الكثيرين عن قضاء عطلاتهم في البلاد.
وأشار المسؤول إلى أن المسافة القريبة بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا تعزز من توجه المغاربة إلى السفر إلى إسبانيا لشراء مستلزماتهم بأسعار منخفضة، مما يؤثر سلبًا على قطاع السياحة في المغرب. ودعا بوعيشي إلى إعادة النظر في السياسات المتعلقة بالسياحة الداخلية، مشددًا على أهمية فرض تخفيضات في أسعار الإقامة والملابس لتعزيز جاذبية الوجهات السياحية المغربية.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة أكادير، التي تتميز بطقسها المعتدل وشاطئها الممتد على 30 كيلومترًا، تعتبر من أهم الوجهات السياحية في المغرب. ورغم أن المدينة تستقبل عددًا كبيرًا من السياح المغاربة، فإن أعدادهم شهدت انخفاضًا مقارنةً بعام 2023، حيث سجلت إحصائيات المجلس الجهوي للسياحة تراجعًا في عدد السياح المحليين في النصف الأول من عام 2024.
في الختام، تظل أكادير مدينة ذات أهمية سياحية كبيرة، ويأمل الفاعلون في القطاع أن تسهم التدابير الجديدة في تحسين وضع السياحة في المدينة وتعزيز جاذبيتها كوجهة سياحية مفضلة.