تثير الاغتيالات المتكررة لقيادات حزب الله تساؤلات حقيقية حول مستقبل الجماعة وتأثيرها في الساحة السياسية اللبنانية. فبعد غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت مواقع للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، فقد الاتصال برئيس الهيئة التنفيذية للحزب، هاشم صفي الدين، الذي يُعتقد أنه كان متواجدًا في أحد المواقع المستهدفة. هذا التطور يأتي بعد مقتل الأمين العام السابق للحزب، حسن نصرالله، في غارة إسرائيلية طالت مقر قيادته، مما يضع الحزب أمام تحديات جسيمة.
وفي هذا السياق، أكد محمود قماطي، نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، أن البحث عن صفي الدين متعثر، مشيرًا إلى أن مصيره لا يزال غامضًا. وقد أثار هذا الغموض تساؤلات حول من سيخلف نصرالله، الذي قاد الحزب منذ 32 عامًا، ومدى تأثير ذلك على مسار الحزب.
ووفقًا للمحللين، فإن اغتيال نصرالله كان ضربة قاسية لحزب الله المدعوم من إيران، حيث يرون أن استبداله سيكون أصعب من أي وقت مضى. وقال مهند الحاج علي، نائب مدير الأبحاث في معهد كارنيجي الشرق الأوسط، “إن المشهد بأكمله سيتغير بشكل كبير”، مشيرًا إلى أن نصرالله كان بمثابة “الغراء الذي حافظ على تماسك منظمة متوسعة”.
وفي سياق متصل، أبدى دبلوماسي أوروبي قلقه من أن إسرائيل لا تحاول فقط اغتيال قادة الحزب، بل تسعى إلى كسر قوته عبر تدمير بنيته القتالية وإفشاله في تحقيق مصداقيته.
إذا تأكد اغتيال صفي الدين، الذي يعد من أبرز المرشحين لخلافة نصرالله، فإن الحزب سيتعين عليه التفكير في بدائل جديدة، مثل إبراهيم أمين السيد، الذي يعتبر رئيس المجلس السياسي للحزب. وقد انضم السيد إلى الحزب منذ تأسيسه في أوائل الثمانينيات، وشارك في تطوير استراتيجيته السياسية والعسكرية.
أعلنت مصادر داخل الحزب أن الإدارة تتم حاليًا من خلال “قيادة مشتركة”، مع تولي نعيم قاسم، نائب الأمين العام، مسؤوليات مؤقتة مع قيادات أخرى. هذه التطورات تؤكد أن حزب الله يواجه أزمة قيادية حقيقية، مما يثير القلق حول استقراره في ظل الضغوط الإسرائيلية المتزايدة.