كانت مدينة طنجة خلال الحرب العالمية الثانية ملاذا آمنا للعديد من الأسر اليهودية التي فرّت من نيران هتلر ومراكز الاحتجاز في أوروبا، خاصة بعدما صار اليهود هم العدو الأول للنازيين.
- Advertisement -
ومن بين هذه العائلات التي هربت إلى طنجة خوفا من بطش نظام هتلر، هي عائلة “Reichman” الثرية التي كانت تُعتبر رابع أغنى عائلة في العالم خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
وتعود أصول هذه العائلة إلى بلدة شتيلت في منطقة بيليد الهنغارية، إذ خرج من هناك “صامويل رايكمان” وتوجه إلى عاصمة النمسا فيينا سنة 1928م، حيث أصبح هناك واحدا من أكثر التجار نجاحا، وأنجب من زوجته ريني 5 أولاد وبنت واحدة، واشتهر منهم إدوارد وبول كأكثر رجال الأعمال نجاحا في كندا والعالم خلال الثمانينات والتسعينات.
- Advertisement -
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1939م، حمل “صامويل رايكمان” أمواله وأولاده ورحل إلى باريس، لكن اشتداد الحرب والعنف ضد اليهود، دفع به إلى الفرار إلى طنجة، حيث سيجد هناك الحماية الكافية والنظام الدولي المناسب ليبدأ مرحلة أخرى أكثر نجاحا، وهي المرحلة التي اعتمدت عليها عائلة “رايكمان” لتصبح من أقوى العائلات في العالم بأموالها.
في طنجة الدولية نجحت عائلة “رايكمان” بشكل كبير في تجارة العملة، حيث كانت المدينة المكان الأفضل في العالم لهذه التجارة، إذ كانت المبادلات والتعاملات وبيع وشراء العملة تسير بشكل حر، وهو ما جعل هذه العائلة تزدهر ازدهارا كبيرا، وعلى إثر هذا النجاح رحلت إلى كندا لتأسيس امبراطوريتها الكبيرة التي ستزدهر فيما بعد مع الإبنين إدوارد وبول رايكمان.
- Advertisement -
وجاء رحيل هذه العائلة من طنجة إلى كندا، بسبب استقلال المغرب وإنهاء النظام الدولي بطنجة وما رافقه من تغيير للقوانين المالية المعمول بها بالمدينة والتي لم تتماشى مع طموحاتهم الاقتصادية. لكن يبقى لطنجة الفضل الأكبر في نجاح هذه الأسرة على المستوى المالي خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.
وفي كندا نجحت عائلة “رايكمان” في تأسيس الشركة العالمية المعروفة “Olympia and York” التي تخصصت في بناء المباني العملاقة، وقد تعرضت هذه الشركة في سنة 1992 إلى الإفلاس، إلا أن العائلة بدأت تتعافى من الافلاس بالتدريج باستثمارات أخرى.