بعد أكثر من 5 سنوات على مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني حدد قاض إيطالي موعد محاكمة 4 ضباط مصريين كبار، والتي يواجه أحدهم فيها اتهاما بالقتل. ونفت الشرطة والمسؤولون المصريون مرارا أي ضلوع باختفاء ومقتل ريجيني.
أمر قاض إيطالي أمس الثلاثاء (25 ماي الجاري ) بمثول 4 ضباط كبار بالأجهزة الأمنية المصرية للمحاكمة للاشتباه في دورهم في اختفاء ومقتل الطالب جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016.
واختفى الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، طالب الدراسات العليا في جامعة كمبريدج البريطانية في العاصمة المصرية في يناير 2016، وعثر على جثته بعد أسبوع تقريبا وظهر فحص الطب الشرعي أنه تعرض للتعذيب قبل موته.
واتهم ممثلو الادعاء في روما أربعة مسؤولين باختطاف ريجيني وإلحاق « أذى جسيم » به بالإضافة إلى توجيه اتهام إلى أحدهم وهو الرائد مجدي شريف من المخابرات العامة « بالتخطيط لارتكاب قتل عمد » وقال القاضي بيرلويجي باليسترييري الذي ترأس جلسة استماع أولية إن هناك أدلة كافية لتوجيه الاتهام إلى الأربعة وأمر ببد محاكمتهم في 14 أكتوبر.
ولم تعلق مصر بعد، ونفت الشرطة والمسؤولون المصريون مرارا أي ضلوع في حادثة اختفاء ريجيني وقتله.
وعمل ممثلو ادعاء من إيطاليا ومصر معا في التحقيق لكن الجانبين اختلفا فيما بعد وتوصل كل منهما إلى نتائج مختلفة تماما عن الآخر. وأدرجت وثاق المحكمة أسماء الضباط الأربعة وهم الرائد مجدي شريف من المخابرات العامة واللواء طارق صابر من قطاع الأمن الوطني والعقيد هشام حلمي من الشرطة والعقيد آسر كمال الرئيس السابق لمباحث مرافق القاهرة.
وشريف هو الوحيد بين الأربعة الذي يواجه اتهاما بالقتل. ويقول الادعاء إن لديه أدلة على أن شريف كلف مخبرين بمراقبة ريجيني وإلقاء القبض عليه في نهاية الأمر. وتقول عريضة الاتهام إن شريف ومسؤولين مصريين آخرين لم تكشف عنهم عذبوا الطالب الإيطالي لعدة أيام ما تسبب له في أذى بدني جسيم.
وفي العام الماضي، قال الادعاء المصري إنه لا يدعم ما توصل إليه الإيطاليون وطالب بحذف الاتهامات الموجهة للمسؤولين الأربعة من أوراق القضية.
وقالت مصادر قضائية إيطالية إن القضاء المصري لم يمدهم بعناوين المشتبه بهم وإنه ليس من المتوقع أن يحضروا أي محاكمة محتملة.
وقال فريق الدفاع عن المتهمين الذي عينته المحكمة اليوم الثلاثاء إن القضية ينبغي إسقاطها، إذ ليس مؤكدا أن أيا من المشتبه بهم على علم بالإجراءات. ورفض القاضي اعتراضهم قائلا إن الأنباء عن التحقيق ستصلهم إلى أي حال.
وكان والدا ريجيني حاضرين جلسة المحاكمة المغلقة اليوم الثلاثاء، ورحبا بقرار القاضي، حسبما قالت محامية العائلة. وقالت أليساندرا باليريني للصحفيين « نأمل ألا يُحرم جوليو من حقه في معرفة الحقيقة على الأقل، فقد حرم من جميع حقوقه الأخرى ».
وكان ريجيني يجري بحثا عن النقابات العمالية المستقلة في مصر لرسالة الدكتوراه الخاصة به. ويقول مقربون إنه كان مهتما أيضا ببحث هيمنة الدولة والجيش على الاقتصاد المصري. والموضوعان لهما حساسية خاصة في مصر.