واصل المغرب توسيع صادراته من فاكهة الأفوكادو نحو السوق الكندية خلال الموسم التسويقي 2024/2025، رغم التحديات المرتبطة بندرة المياه وتداعيات الجفاف المتواصل في البلاد.
وأفاد تقرير صادر عن منصة “إيست فروت” المتخصصة في الأسواق الفلاحية أن صادرات المغرب من الأفوكادو إلى كندا بلغت نحو 1180 طنا خلال الأشهر العشرة الأولى من الموسم الممتد من يوليو إلى يونيو، بقيمة إجمالية ناهزت 3.7 ملايين دولار.
ويمثل هذا الرقم قفزة نوعية مقارنة بمواسم سابقة، حيث لم تتجاوز الكميات المصدرة في الماضي حاجز 70 طنا سنويا.
ويأتي هذا النمو في الوقت الذي تشهد فيه المملكة أزمة مائية خانقة، تغذيها سنوات من الجفاف واستنزاف الفرشات المائية بسبب الفلاحة التصديرية، التي تعتمد على محاصيل تتطلب كميات كبيرة من المياه، من بينها الأفوكادو.
وبحسب التقرير، فإن كندا أصبحت سوقا ناشئة لصادرات المغرب من هذه الفاكهة، خاصة بعد تراجع الإمدادات القادمة من المكسيك، المورد الرئيسي للأفوكادو في السوق الكندية، والذي يغطي عادة أكثر من 90 في المئة من الطلب.
وقد ساهمت الظروف المناخية في المكسيك، وعلى رأسها الأمطار الغزيرة التي أثرت على جودة الإنتاج، إلى جانب التوترات التجارية مع الولايات المتحدة بسبب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات المكسيكية، في تقليص صادرات هذا البلد نحو كندا خلال موسم 2024/2025.
وأدى هذا التراجع إلى انخفاض بنحو 2500 طن في الإمدادات المكسيكية خلال الفترة الممتدة من دجنبر 2024 إلى مارس 2025، ما فتح الباب أمام دخول المغرب بقوة كمورد بديل.
وخلال هذه الفترة، احتل المغرب المرتبة الثانية كأكبر مصدر للأفوكادو إلى كندا في يناير بصادرات تجاوزت 400 طن، قبل أن يتراجع إلى المرتبة الثالثة في فبراير ومارس خلف المكسيك وكولومبيا، بصادرات بلغت 436 و313 طنا على التوالي.
ويعكس هذا التوجه التحول التدريجي في الأسواق العالمية نحو تنويع مصادر التوريد، في ظل الأزمات المناخية والتجارية المتزايدة، فيما يطرح في المقابل تساؤلات محلية حول استدامة نموذج الفلاحة التصديرية في المغرب في ظل أزمة المياه المتفاقمة.