تشهد السياحة الخارجية إقبالاً متزايداً من قبل المغاربة، حيث يفضل عدد كبير منهم قضاء عطلاتهم في دول مثل إسبانيا وتركيا ومصر بدلاً من المغرب. ويرجع هذا التوجه إلى عدة عوامل، من بينها ارتفاع الأسعار، ضعف العروض الفندقية، وقلة الأنشطة الترفيهية.
أصبحت تركيا واحدة من الوجهات الأكثر شعبية بين المغاربة، حيث تقدم عروضاً سياحية جذابة تشمل الطيران، الانتقالات، الإقامة في فنادق أربع نجوم، ورحلات استكشافية، بأسعار تبدأ من 9000 درهم للشخص الواحد، وتصل إلى 25000 درهم للعروض الفاخرة، رغم الزيادة في أسعار الطيران. وقد استقبلت تركيا رقماً قياسياً من السياح بلغ 7.3 مليون زائر في يوليوز 2024.
مصر أيضاً تواصل استقطاب السياح المغاربة بفضل عروضها المنافسة. ففي القاهرة، يمكن الحصول على إقامة في فندق أربع نجوم بسعر 60 يورو للغرفة المزدوجة، بينما توفر الفنادق في مدينة الغردقة الغرفة المزدوجة بسعر 1000 درهم.
أما في أوروبا، فإن جنوب إسبانيا يُعتبر الوجهة المفضلة للمغاربة، حيث ينجذبون إلى مدن مثل ماربيا وتوريمولينوس وبنالمادينا، بفضل قربها وثراء عروضها الترفيهية، مع أسعار منافسة للإقامة والمطاعم. وقد استقبلت إسبانيا 53.37 مليون سائح في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، بزيادة 12% عن نفس الفترة من العام السابق.
التحديات أمام السياحة المحلية
في المقابل، تواجه السياحة الداخلية في المغرب تحديات كبيرة، مع زيادة الشكاوى حول ارتفاع الأسعار وقلة الخيارات الترفيهية. وعلى الرغم من أن القطاع شهد انتعاشاً خلال جائحة كورونا في 2021 و2022، إلا أن الإقبال على السياحة المحلية تراجع مع إعادة فتح الحدود، مما يشير إلى ضرورة إعادة النظر في استراتيجية السياحة الوطنية لجذب المزيد من السياح المغاربة.