نظّمت مؤسسة الملتقى، أمس الخميس بمدينة الدار البيضاء، ندوة فكرية تحت عنوان “المحتوى الرقمي ورهان القيم: بين الحرية والمسؤولية”، بمشاركة عدد من الخبراء في القانون والإعلام والأمن الرقمي، إلى جانب صناع محتوى وإعلاميين.
وسلطت الندوة الضوء على التحديات الأخلاقية والاجتماعية التي يفرضها التطور التكنولوجي المتسارع، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مؤكدة الحاجة إلى إيجاد توازن بين حرية التعبير والمسؤولية في الفضاء الرقمي.
وفي كلمة افتتاحية، أكد مولاي منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى، على ضرورة استعادة القيم الأصيلة لمواجهة ما وصفه بـ”تحديات العصر الرقمي”، مشيرًا إلى أن العولمة والاستهلاك الإعلامي المكثف يؤثران بشكل سلبي على الهوية الثقافية للمجتمعات.
واعتبر القادري أن التكنولوجيا، رغم فوائدها، لا يمكنها أن تنتج قيمًا أخلاقية بذاتها، داعيًا إلى الرجوع إلى المبادئ الأخلاقية والدينية الأصيلة لضمان توازن صحي في الفضاء الرقمي، مشددًا على أن الإسلام جاء “ليتمم مكارم الأخلاق”، في وقت يعاني فيه العالم من فراغ روحي وتفكك اجتماعي.
وأكد أن “جهاد النفس” يمثل خط الدفاع الأول أمام الانحرافات الرقمية، داعيًا إلى الاستثمار في الثقافة والقيم لحماية الأفراد والمجتمعات من المخاطر المرتبطة بالتحولات التكنولوجية المتسارعة.
وشارك في الندوة العميد مهدي مريزق، رئيس الفرقة الولائية للجرائم الإلكترونية بولاية أمن الدار البيضاء، ومحمد هيثمي، الرئيس المدير العام لمجموعة “ماروك سوار”، وحكيم فضيل الإدريسي، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، إلى جانب إعلاميين بارزين من بينهم إيمان أغوتان، رضوان الرمضاني، محمد مصطفى الفكاك (سوينغا)، ومحمد الرماش.
كما عرفت الندوة حضور عدد من المؤثرين وصناع المحتوى الرقمي، من ضمنهم وصال إدبلا، محمد السدراتي، وسهيل الشديني، في تفاعل مع الرهانات المطروحة على مستقبل الإعلام الرقمي وتأثيره على القيم والسلوك المجتمعي.