شهدت العلاقات المغربية الصينية تطوراً لافتاً، حيث أصبح المغرب وجهة مفضلة للاستثمارات الصينية التي تسعى إلى تعميق حضورها في القارة الإفريقية وربط مصالحها بين آسيا وأوروبا. وتأتي هذه الشراكة في إطار مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقتها بكين، والتي انضم إليها المغرب عام 2017 ليصبح أول بلد في شمال إفريقيا يسعى لتحقيق الاستفادة القصوى من المبادرة على المستوى الاقتصادي والجيوسياسي.
وفي خطوة جديدة لدعم هذا التوجه، فازت شركة “ريلواي شانهايجوان بريدج” الصينية بعقد قيمته 56.2 مليون دولار لتوريد مكونات خاصة بتوسيع شبكة السكك الحديدية الفائقة السرعة في المغرب. وتشمل هذه التوسعة مشروع خط “البراق” السريع، الذي يسعى المغرب إلى توسيع شبكته ليصل إلى مدن استراتيجية مثل مراكش وأكادير، مما يسهم في تعزيز دوره كحلقة وصل رئيسية بين إفريقيا وأوروبا.
من جانبه، أوضح المحلل الاقتصادي زيشان شاه أن توسيع شبكة السكك الحديدية الفائقة السرعة في المغرب يأتي في وقت مهم، حيث من المتوقع أن يلعب هذا التحديث دوراً رئيسياً في دعم استضافة المغرب لكأس العالم لكرة القدم 2030 بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال. كما أن تعزيز البنية التحتية سيسهم في تحسين حركة النقل والبضائع بين المدن، مما يعزز من مكانة المغرب كمركز لوجستي دولي.
وعلى صعيد آخر، بات قطاع السيارات الكهربائية محور اهتمام الشركات الصينية في المغرب، حيث وقعت المملكة وشركة “غوشن هاي-تك” اتفاقية بقيمة 6.4 مليار دولار لإنشاء مصنع كبير للبطاريات بالقرب من العاصمة الرباط. ومن شأن هذا المشروع أن يعزز قدرات المغرب في تصنيع وتصدير السيارات الكهربائية، ويجعله في طليعة دول المنطقة التي تعتمد على الطاقة النظيفة.
وأعرب المستشار الإعلامي المغربي أنس مزور عن تفاؤله بالدور المتزايد الذي تلعبه الشركات الصينية في تطوير الاقتصاد المغربي، مشيراً إلى أن هذه الشراكات تأتي ضمن استراتيجية تنموية تعزز من قدرة المغرب على استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، خاصة في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
إن هذه الاستثمارات الصينية في البنية التحتية والتكنولوجيا، إلى جانب تطوير مدينة محمد السادس التكنولوجية في طنجة، تأتي ضمن رؤية استراتيجية لتحويل المغرب إلى منصة إقليمية تصديرية نحو أوروبا وأمريكا الشمالية.