وطن24 – أحمد أيوب المهدي
في ظل سعي السياسة الخارجية الجزائرية البئيس إلى جلب دعم وتأييد الدول، وخاصة تلك ذات التأثير في الساحة الدولية، تسعى لتوافق مع موقفها المؤيد لجبهة البوليساريو والمعارض لوحدة التراب الوطني للمملكة المغربية. وهذا يشمل زيارة الرئيس الجزائري لجمهورية الصين الشعبية حيث تم تسليط الضوء على محتوى المحادثات التي تمت بينهما بخصوص الصحراء المغربية.
تقرير حديث صادر عن “مركز الإمارات للسياسات” قام بتسليط الضوء على تطور العلاقات بين الجزائر والصين، وكذلك التحديات التي تؤثر على هذه العلاقات. أوضح التقرير أن الجزائر والصين تشتركان في تحديدات أساسية، مثل معارضتهما للإمبريالية الغربية، وأن حجم التبادل التجاري بينهما وصل إلى حوالي 8 مليارات دولار في العام الماضي.
ومع ذلك، تظل الجزائر شريكًا أصغر في هذه العلاقات، حيث يفوق حجم الصادرات الصينية إلى الجزائر 7 مليارات دولار سنويًا. وترى الجزائر الصين كشريك تاريخي في مواجهة الإمبريالية، على الرغم من التغيرات في السياسة الصينية. والصين تُقدم للجزائر فرصًا مهمة بفضل قوتها المالية وعدم تفرضها شروطًا سياسية معينة، مما يجنب الجزائر الاقتراض من مؤسسات دولية مدعومة من الغرب.
وتتعامل الجزائر مع تحديات تتعلق بموقف الصين من حركة البوليساريو والصحراء المغربية. على الرغم من دعم الصين التاريخي لحركات التحرر، تشهد سياستها تحولًا نحو المحايدية، مما يؤثر على موقفها من القضية المغربية. تقدم الصين موقفًا محايدًا علنيًا بشأن النزاع، لكن القلق ينبع من دعمها المحتمل لخطة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية.
تشير الوثيقة أيضًا إلى أن الصين تروج لاستقرار المنطقة وتتطلع لدور مركزي في مشاريع الربط اللوجستي بين إفريقيا وأوروبا، والتي تمتد عبر شمال إفريقيا. والجزائر تعتبر الصين وروسيا قوتين تعوضان التراجع النسبي في ميزان القوى مع المغرب، على الرغم من العلاقات الجدية للجزائر مع الدول الغربية.
بشكل عام، ترى الصين في الجزائر شريكًا محتملًا في استراتيجيتها لإعادة هيكلة النظام العالمي. ومع ذلك، ترى أنه ليس من المفترض خلق عداوات غير ضرورية مع المغرب أو الدول الغربية في منطقة شمال إفريقيا، حيث تهدف الصين إلى عدم عسكرة علاقاتها مع القارة الإفريقية وتجنب المشاركة في توازن عسكري مع دول المنطقة.
من جهة أخرى، تزداد قوة المملكة المغربية نتيجة لاتفاقاتها مع إسرائيل والغرب، بالإضافة إلى علاقاتها المتنامية مع روسيا والصين التي تسعيا إلى تعزيز تواجدهما في المنطقة من خلال تبني دور محوري في مشاريع الربط اللوجستي و الطاقة.