أحيت الطريقة القادرية البودشيشية، السبت، الذكرى الثامنة لوفاة الشيخ سيدي حمزة القادري بودشيش، أحد أعلام التصوف الإسلامي، خلال حفل روحي أقيم بمقر الطريقة في مداغ بإقليم بركان، بحضور مريدي الطريقة من مختلف أنحاء العالم.
وتميزت المناسبة بأجواء روحانية مفعمة بالذكر والصلاة على النبي، حيث استحضر المشاركون السيرة العطرة للشيخ الراحل الذي عُرف بإسهاماته الكبيرة في نشر تعاليم التصوف السني المعتدل وترسيخ قيم المحبة والسلام.
وشهد الحفل كلمات مؤثرة، أبرزها كلمة شيخ الطريقة الحالي، جمال الدين القادري بودشيش، الذي أكد على أهمية الحفاظ على هذا الإرث الروحي ونقله للأجيال المقبلة.
وأضاف أن الطريقة القادرية البودشيشية تواصل رسالتها في تزكية النفوس وتعزيز قيم التعايش، مستندة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية وإرث السلف الصالح.
وُلد الشيخ سيدي حمزة القادري بودشيش عام 1922 بقرية مداغ، وسط عائلة اشتهرت بالعلم والورع، وتلقى تعليمه الروحي والعلمي على يد نخبة من العلماء والشيوخ.
وخلال فترة قيادته للطريقة، نجح في تحويلها إلى منارة عالمية للإشعاع الروحي، حيث استقطبت الزاوية مريدين من مختلف الثقافات والجنسيات، وأصبحت مركزًا للحوار الروحي والثقافي.
وتنتشر الطريقة القادرية البودشيشية في مختلف أنحاء العالم، وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من خلال ما يُعرف بـ”الدبلوماسية الروحية”، التي يدعمها امير المؤمنين الملك محمد السادس، لترسيخ قيم الاعتدال والسلام.
واختتم الحفل بتلاوة الأذكار والدعاء للشيخ الراحل وأجداده الأطهار، في أجواء مؤثرة عكست عمق الارتباط الروحي بين مريدي الطريقة وشيخهم، مع التأكيد على مواصلة نهجه القائم على المحبة الإلهية والإخلاص في العمل.